2011/04/13

أمّي بها قلبي الجريحُ معذَّبُ


بسم الله الرحمن الرحيم


أمّي بِهَا قَلْبِي الجَرِيحُ مُعَذَّبُ



أمّي الراحلةُ جَسَدًا الحاضرةُ ذِكْرى وطَيفًا

( نورة بنت عبد العزيز بن غنيم المانع )

- رحمها الله تعالى رحمة واسعة –

مُنذُ وفاتها قبل عامين وشهرين ( ضحى يوم السبت 3 / 3 / 1430 هـ )

وعينايَ تراها يقظةً بِطيفِها المشرق،

ومنامًا حينما تزورني في رؤى صالحة أنعمُ بها لياليَ عديدة ،

فجاءت (الزَّفْرَةُ الخَامِسَةُ)




أمّي بها فِكري يَجولُ وَيُطْنِبُ

أمّي بها قلبي الجريحُ مُعذَّبُ



ربّاهُ فاملأ باليقينِ فؤادَ مَنْ

قد باتَ في أحزانِهِ يتقلَّبُ


مُتقلِّبٌ بينَ الحنينِ لوجهِها

والشوقِ حينَ أجيئُها فَتُرَحِّبُ


ترحيبُ أمّي لا يقومُ بِوَصفِهِ

شِعري ولو أفنيتُ دهري أكتُبُ


وظننتُ وقتي قد يُخَفِّفُ لَوعَتي

لكنَّ حُزني بالحبيبةِ مُطْنَبُ


ماذا سأذكرُ ؟ دمعَها لِسرورِنا ؟

تبكي لنا فَرَحًا بِقَلْبٍ يَطْرَبُ


ماذا سأذكرُ ؟ حُزْنَها لِغيابِنا ؟

فتظلُّ تَرْقُبُ أنْ يعودَ الغُيَّبُ


ماذا سأذكرُ ؟ إنْ تألَّمَ نِجْلُها

للهِ تشكو حُزنها ، وتُطَبِّبُ


ماذا سأذكرُ ؟ أُنْسَهَا بِنَجاحِنا ؟

تَشْجِيعَها إن كانَ أمرٌ أصْوَبُ ؟


ماذا سأذكرُ ؟ مِنْ وصاياها التي

ترعى بها أولادَها كي ينجُبُوا


ماذا سأذكرُ ؟ إذْ تُشَنِّفُ مَسْمَعي :

اِلزَمْ أباكَ ، فإنَّهُ نِعمَ الأبُ


ماذا سأذكرُ ؟ مِنْ وصاياها لنا :

اِرعوا أُخوَّتكمْ ولا تتشعَّبوا


ماذا سأذكرُ ؟ إذ تردِّدُ نُصْحَها :

بِنتي الوحيدةُ يا بَنِيَّ فقرِّبوا


ماذا سأذكرُ ؟ إذْ تُعاتِبُنا على

ضَرْبِ الصِّغارِ ؛ فإنهُ لا يُكْسِبُ


ماذا سأذكرُ ؟ إذْ تُراعي خَادِمًا ؟

إنَّ الضعيفَ إلى حِماها الأقربُ


ماذا سأذكرُ ؟ نِسوةً يأتينَها ؟

إكرَامُها يغشاهُ صَدْرٌ أرْحَبُ


ماذا سأذكرُ ؟ وَصْلَها ؟ صَدَقاتِها ؟

إنَّ العطاءَ بِطَبعِها لمُحبَّبُ


وبِسَوقِ فِطْرَتِها تَعَدَّدَ نَفعُها

يحظى البعيدُ ، وكَمْ ينالُ الأقرَبُ


ماذا سأذكرُ ؟ عِفَّةً لِلِسانِها ؟

طُهْرٌ ، فحاشاها الكلامُ الأخيَبُ


ماذا سأذكرُ ؟ صَمْتَها ؟ وحياءَها ؟

جُبِلَتْ على خُلُقٍ كريمٍ يُرْغَبُ


ماذا سأذكرُ ؟ مِسْكَها ؟ وعبيرَها ؟

مِنْ كلِّ صِنْفٍ ريحُها متطيِّبُ


ماذا سأذكرُ ؟ إذْ تُبرِّدُ كأسَنا ؟

كأسًا بكأسٍ في إناءٍ يُسْكَبُ


ماذا سأذكرُ ؟ طَعْمَ إفطارٍ لنا ؟

نبقى صِغارًا مِنْ يديها نَشْرَبُ


ماذا سأذكرُ ؟ نكهَةً لِغدائنا ؟

كُنَّا مُلوكًا في قِراها نُسْهِبُ


ماذا سأذكرُ ؟ نومَنا بِجِوارِها ؟

ولِوَجْهِهِا بِمَبيتِنا نَتَطلَّبُ !


ماذا سأذكرُ ؟ كلّما تدعو لنا ؟

أوَّاهُ ! إنَّ دعاءها لا يُحْجَبُ


ماذا سأذكرُ ؟ لَمْ يَغِبْ وَجْهٌ لها

ذاكَ المُحَيَّا مُشرِقٌ لا يَغْرُبُ


ولِمَ التذَكُّرُ ؟! إنها موجودةٌ !

ذا طَيفُها مُتَلأْلِئٌ لا يَعْزُبُ !



ابنك الداعي لك بالرحمة

د / إبراهيم بن عبد الله الغانم السماعيل

ضُحَى السبت 5 / 5 / 1432هـ

2011/03/02

مقرر تأريخ البلاغة - المستوى الأول - الفصل الثاني 1432هـ




‫‫المحاضرة التاسعة مدارس التأليف البلاغي - ثالثًا المدرسة البديعية.docx














بسم الله الرحمن الرحيم
































إخوتي طلاب مقرر تأريخ البلاغة
















المستوى الأول - كلية اللغة العربية
















الفصل الثاني - 1432هـ
















































السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
















فيسعدني أن أضع بين أيديكم محاضرات المقرر قبل إلقائها ،
















والتي ستنزل في المدونة تباعًا- إن شاء الله تعالى - وذلك للمشاركة و التفاعل مع المادة العلمية في القاعة
















مع الحرص على الرجوع إلى مصادر كل محاضرة لمزيد من ارتباط الطالب الجامعي بالكتاب والإفادة منه















































المحاضرة الثانية أهمية البلاغة بالنسبة لعلوم القرآن والأدب والنقد الأدبي.docx





























المحاضرة الرابعة مراحل نشأة البلاغةوتطورها - مرحلة التكامل المشترك.docx























المحاضرة الخامسة مراحل نشأة البلاغةوتطورها - مرحلة الاستقرار ، النضج والازدهار.docx




















المحاضرة السادسة مؤثرات النشأة.docx

















المحاضرة السابعة مدارس التأليف البلاغي - أولاً المدرسة الأدبية.docx
















‫المحاضرة الثامنة مدارس التأليف البلاغي - ثانيًا المدرسة العقلية.docx




















‫‫المحاضرة التاسعة مدارس التأليف البلاغي - ثالثًا المدرسة البديعية.docx




‫المحاضرة العاشرة البلاغة في العصر الحديث عرض تاريخي .docx

2011/02/19

محاضرات المستوى الثاني كلية اللغة العربية الفصل الثاني 1432هـ








إخوتي طلاب


مقرر البحث والمصادر


المستوى الثاني
كلية اللغة العربية
الفصل الثاني 1432 هـ








السلام عليكم ورحمة الله وبركاته








يسرني أن أرفع لكم محاضرات المقرر تباعًا قبل إلقائها




للتحضير حولها ، والتفاعل وقت المحاضرة








مع دعواتي لكم بالتوفيق في الدارين












أخوكم أستاذ المقرر












د / إبراهيم بن عبد الله السماعيل












المحاضرة الثانية خطة البحث أهميتها - عناصرها.docx



















المحاضرة الثالثة جمع مادة البحث.docx






‫المحاضرة الرابعة كتابة البحث .docx






المحاضرة الخامسة إعداد الفهارس الفنية.docx





‫المحاضرة السادسة منهج التحقيق العلمي .docx

2011/02/13

نِعم المال الصالح يا صالح




بسم الله الرحمن الرحيم



نِعم المالُ الصالحُ يا صالح !





الحمد لله الذي جعل الموت والحياة فتنة ، ليبلونا أيّنا أحسن عملاً ، الحمد لله على كل حال ، الحمد لله أن جعل المؤمنين إخوة ؛ يرحم كبيرهم صغيرهم ، ويحنو غنيهم على فقيرهم ، وكذلك بحقٍّ يعيشون .
جاء في المثل " كل ذي نعمة محسود " كما جاء في كتاب تاج العروس ، ومع صحة هذه المقولة إلا أنني لم أجد نصيبًا من الواقع في حياة الراحل الشيخ / صالح بن عبد العزيز الراجحي – رحمه الله تعالى – فمع ما أسبغ الله عليه من نعمه العظيمة الدينية والدنيوية ن إلا أن حبَّ الناس له ، ودعاءهم له حيًّا وميتًا لا يزال في ازدياد ! فما السرُّ في ذلك ؟ لعلّ من أسباب حب الناس للفقيد – رحمه الله – سلامة صدره ، وحبّه الناس ، وعدم حسده أحدًا ، ومن خالطه في عمره المديد وقف على الكثير الكثير من ذلك ، ولذلك قلّما نجد – في تقديري – رجلاً بحجم الشيخ صالح الراجحي – رحمه الله – وبحجم حبّ الناس له غنيهم وفقيرهم ، أمرائهم وعامتهم.
نقل الإمام ابن تيمية عن الإمام أحمد – رحمهما الله تعالى - أنه قال : " آيَةُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ يَوْمُ الْجَنَائِزِ " ثم علَّق ابن تيمية قائلاً : "فَإِنَّ الْحَيَاةَ بِسَبَبِ اشْتِرَاكِ النَّاسِ فِي الْمَعَاشِ يُعَظِّمُ الرَّجُلُ طَائِفَتَهُ فَأَمَّا وَقْتَ الْمَوْتِ فَلَا بُدَّ مِنْ الِاعْتِرَافِ بِالْحَقِّ مِنْ عُمُومِ الْخَلْقِ . وَلِهَذَا لَمْ يُعْرَفْ فِي الْإِسْلَامِ مِثْلُ جِنَازَتِهِ : مَسَحَ الْمُتَوَكِّلُ مَوْضِعَ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَوَجَدَ أَلْفَ أَلْفٍ وَسِتَّمِائَةِ أَلْفٍ ؛ سِوَى مَنْ صَلَّى فِي الْخَانَاتِ وَالْبُيُوتِ وَأَسْلَمَ يَوْمَئِذٍ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى عِشْرُونَ أَلْفًا " مجموع الفتاوى 4 /11.
ومن حضر جنازة الشيخ صالح الراجحي – رحمه الله تعالى – عصر الأحد المهيب ، في جامع الراجحي ، أو في المقبرة علم أن الموعد حقًّا يوم الجنائز ، فإن اتباع الميت – على الأصل – لا يصحبه طمع ، ولا رغبة فيما عنده ، ولا خوف منه ! وكيف يكون ذلك وهو الآن لا يملك لنفسه حولاً ولا قوة ! من رأى تلك الحشود ورأى مدى الحزن المخيّم عليهم علم أن المحبة أمر يضعه الله لمن يشاء من عباده ، وإني لأرجو للفقيد أن يشمله قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث القدسي الصحيح : " إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ قَالَ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ قَالَ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ قَالَ فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ قَالَ فَيُبْغِضُونَهُ ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ " ، فإن الظاهر والله تعالى أعلم أن الفقيد ممن جُعل له القبول في الأرض ، هكذا نحسبه والله حسيبه ، ولا نزكي على الله أحدًا.
كثيرون هم أرباب الأموال في هذه الدنيا ! وكثير منهم في عالمنا العربي ، ومن هذا الكثير كثيرٌ في بلادنا ! ولكن كم هم الذين عمَّ نفعهم أهل البلد أو كاد ؟! كم مِن أثريائنا مَن حرص كما حرص الشيخ صالح الراجحي – رحمه الله – على استثمار أمواله فيما يعود نفعه على البلاد والعباد دون أن يضرَّ ذلك بمصالحه ! إن المتأمل في استثمارات الشيخ الفقيد – رحمه الله تعالى – يرى كيف عاد نفعها على توظيف الآلاف من أبناء المسلمين ؟ إني لأرجو أن يلاقي الشيخُ ربَّه وما جعل أمواله في حاناتٍ ولا فاسدٍ من القنوات ! إني لأرجو أن يلاقي الشيخُ ربَّه وما سخَّر ما استخلفه الله عليه بنشر السيء من القول والماجن من الفعل ! إني لأرجو أن يلاقي الشيخُ ربَّه وقد تحقق فيه قول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - لعمرو بن العاص - رضي الله عنه -: " يا عمرو نِعْمَ المالُ الصالحُ للمرءِ الصالحِ " رواه البخاري في الأدب المفرد ص 112 ، وقال الشيخ الألباني : صحيح. فيا صالح الراجحي ويا أغنياءنا الكرام : نِعْمَ المالُ الصالحُ للمرءِ الصالحِ .
ويا أولاد الشيخ صالح الراجحي من بنين وبنات على نهج أبيكم فسيروا ، فإن الذكر الحسن هو الذي يبقى للمرء ، إنَّ المشاريع الجبَّارة التي وفَّق الله تعالى لها والدكم الفقيد – رحمه الله تعالى – ستظلُّ بإذن الله وتوفيقه ثم برعايتكم إياها وحرصكم على تنميتها باب خير ومعينًا صافيا لا يزال خيره يتدفق على أبيكم الغالي وهو مرتهن في قبره ، في دار الوحدة ، ولحد الغربة ! فعسى أن تكون تلك المشاريع بمحافظتكم عليها أنيسه حين يحتاج إلى الأنيس ! وجليسه وقد فارق الجليس !
أيها الأولاد الكرام من بنين وبنات كونوا بعد أبيكم كأبيكم !

بأبِهِ اقتدى عديٌّ في الكرمْ
ومَنْ يشابهْ أبهُ فما ظلمْ

واحرصوا على استمرار ذِكْر أبيكم – رحمه الله – كما قال أحمد شوقي:

فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها
فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني

وأخيرًا فالموت حقيقة أشبهت الخيال ! الموت آية من الآيات ! بها نهاية كل مخلوق ، طال عمره أم قصُر ، اغتنى في دنياه أم افتقر ! الموت في النهاية هو لهذه الدنيا النهاية ! الموت آتٍ لا محالة لا يدفعه مُلْكُ مَلكٍ ، ولا غِنى غنيٍّ ، كلا ولا حُبُّنا من نحبُّ بدافعٍ عنهم الأجل إذ تمَّ ! وإذا كان ذلك كذلك ! وكان دفع الموت محالاً فالعقل والنقلُ يحثاننا على الاستعداد لما هو قادم لا محالة.
رحم الله الفقيد الغالي ( صالح بن عبد العزيز الراجحي ) ووالديّ وجميع المسلمين رحمة من عنده نسعد بها سعادة أبدية ، وألهم الله أهل الفقيد وذويه الصبر والسلوان، والله من وراء القصد.




د/ إبراهيم بن عبد الله الغانم السماعيل
مغرب الأحد 10 / 3 / 1432هـ
13 / 2 / 2011 م

2011/01/27

فَخْري بِهِ ، مَدْحي لَهُ



بسم الله الرحمن الرحيم



فَخْري بِهِ ، مَدْحي لَهُ



والدي الكريم
الشيخ ( عبد الله الغانم السماعيل )
حفظه الله تعالى
آتاه الله صفات عديدة ، يصعب حصرها
كانت أمّه ( هيلة ) - رحمها الله تعالى - تلعِّبُه صغيرًا راحمة يُتْمَه وتقول :
" يالله عسى عبد الله نافلْ جيله ، وعسى عياله عدد فناجيله ! "
أتشرف أن يسمع أبي – حفظه الله تعالى - بعض الأبيات الزاهية بِذِكره



( هذا أبي ) إنّي أقولُ مُفاخِرًا
فَبِمِثْلِهِ يعلو الفتى في المَرْكَبِ

هي دَعْوةُ الأمِّ التي قدْ وافقتْ
بابَ السماءِ لِصوتِها لمْ يُحْجَبِ:

يا ربِّي فارْحمَ يُتْمَ طِفْلي وارعَهُ
واجْعَلْهُ (نافِلَ) جيلِهِ في المَكْسَبِ

واجعلْ لهُ ذريَّةً يا رازقي
تَعْدَادَ فِنجالٍ لهُ ! ذا مَطْلَبي

أغناهُ ربّي بعْدَ ( فقرٍ ) مَسَّهُ
آواهُ مِنْ ( يُتْمٍ ) مُخيفٍ مُتْعِبِ

الدِّينُ ؟ قدْ أدَّى الحُقوقَ لِربِّهِ
فَبِدينِهِ قدْ عاشَ عَيشَ الأطْيبِ

المالُ ؟ حازَ مكاسِبًا مِنْ حِلِّها
آتاهُ ربّي فوقَ فوقِ المَطلَبِ

قد جاءت الدُنيا له ! لم تطْغِهِ
فَبِزُهْدِهِ قدْ صارَ عينَ المَضْرَبِ

مُتواضِعٌ للكلِّ غيرَ مُفَرِّقٍ
بينَ الأعاجِمِ أو شريفٍ يَعْرُبي

أنا لا أقولُ مُبالِغًا في فَضْلِهِ
أنَّى بلوغُ خِصالِ مِثْلِكَ يا أبي !

أمّا المُؤانِسُ والمُؤازِرُ والذي
قدْ ظلَّ طُولَ حياتِهِ لمْ يغْرُبِ

هُو خِلُّهُ بَعدَ العِشاءِ مُسامِرًا
وجليسُهُ في الفجْرِ لمْ يتَغَيَّبِ

ذاكمْ كتابُ اللهِ خيرُ مُرافقٍ
فانْظُرْ تراهُ مُرَتِّلاً لمْ يعْزُبِ

يا ربِّي قدْ كانَ الكتابُ مُصاحِبًا
ومُرافِقًا في الحِلِّ والمُتَقلَّبِ

فاجْعَلْهُ خيرَ مؤانِسٍ في وَحْشَةٍ
بَعْدَ الرّحيلِ ! وحينَ بُعْدِ الأقرَبِ !

واجْعَلْهُ في الفِرْدَوسِ قائده الذي
يَرْقَى بِهِ ، مِصْدَاقَ ما وَعَدَ النّبيّ


( أسْرارُهُ ) كَمْ خَصَّني في بَوْحِها
فِعْلَ المُصاحِبِ للصّديقِ الأرْحَبِ

حتّى غَدَوْتُ بِفَضلِ ربّي قارئًا
في فِكْرِهِ أفْكارَ ما لمْ يكتُبِ

وغَدَوتُ أشعُرُ ما يجولُ بِخاطِرٍ
لو لمْ يَقُلْ ! فالقلبُ منهُ بِمَقْرُبِ

يا ربّي إنّي إنْ رُزِئتُ حَبيبَتي
( أمّي ) ، فسلِّمْ يا إلهي لي ( أبي )

بارِكْ لنا بِبَقائهِ يا خالقي
فهُوَ المُوجِّهُ نحْوَ عِلْمٍ طَيِّبِ

فَخْري بِهِ ، مَدْحي لَهُ ، هُوَ قُدوتي
يمشي الهُوينى في الطّريقِ الأصوبِ

قدْ حُقَّ لي بينَ المَحافِلِ كلِّها
أنِّي أفاخِرُ صادِقًا : ( هذا أبي )!





ابنكم الفخور بِجَنابِكم
د / إبراهيم بن عبد الله الغانم السماعيل
فَجْرَ الخميس الأغرّ
23 / 2 / 1432هـ

2011/01/22

سِيّان بعدَكِ أيامُ عيشي !


بسم الله الرحمن الرحيم




سِيَّانُ بَعْدَكِ أيامُ عَيشي!


(الزَّفْرَةُ الرَّابِعَةُ)


أمّي الراحلة
( نورة بنت عبد العزيز بن غنيم المانع )
- رحمها الله تعالى رحمة واسعة -


مضى على رحيلها حولان كاملان ! ولم تزدنا أيام فراقها إلا شوقًا للقائها !
أراها أمام عينيَّ كلَّ حين ! ولكنَّ أجواء ( الشتاءِ ) والاجتماع على ( الوِجار ) ورائحة الدّلال ، وإحاطة الأهل والزوّار حولَ ( أمّي ) ، لكنَّ ذلك كلّه يبعث على ذكرى أمّي – رحمها الله تعالى – بمذاق خاص ، فهي ساعات لا يُغني عنها غيرها ! فإليك ( أمّي المفارقة بجسدها ) هذه الأبيات مع الدعاء بواسع الرحمة لروحك الطاهرة:


يحلُّ الشتاءُ فأذكرُ أمّي
وأنَّى السُّلوُّ ليومِ النّشورْ

وأذكُرُ أُنْسًا بمجلسِ أمّي
وطَعْمَ (الحُنَينيِّ) وقتَ الفُطورْ

و كأسَ الحليبِ معَ الزنجبيلِ
وحولَ (الوِجارِ) بقايا البُخورْ

وريحُ (الغضا) حينَ أُشعِلَ دِفأً
يذكِّرُني يومَ جَمْعِ السرورْ

أراكِ أأمّيَ في الضوءِ ظِلا
وتغمرُني فيكِ ذِكرى الحُبورْ

فأذكرُ أمّي بمجلسِ أنسٍ
تؤانِسُ أمّيَ كلَّ الحُضورْ

تمازِحُ (خَالِي) ، ترَحِّبُ فينا
تُقَبِّلُ خدَّ وليدي الصغيرْ

ضيوفٌك أمّيَ منْ كلِّ طَيفٍ
فللهِ دَرُّ الفؤادِ الكبيرْ

تُظلِّلُنا مِثلَ ورقاءِ دَوحٍ
فواحسرتا ! كيفَ سِرْبُ الطيورْ؟!

فهذي ليالي شتائيَ أمّي
تمرُّ بِبُطءٍ ! لفقدِ السّميرْ؟

إذا كانَ أُنْسٌ ذكرْتُكِ أمّي!
وإنْ كانَ همٌّ فما من مُجيرْ

إذا ماتَ خِلٌّ تجدَّدَ حُزني
فأشعُرُ في القلبِ وَقْدَ السعيرْ

و واللهِ إنّي لدى كلِّ حَفلٍ
أراكِ أمامي ! وما ذا بِزورْ

وإنّي وربّي حفيظٌ شهيدٌ
لأبصِرُكِ بينَ هذي السطورْ

إلهيَ فاملأْ فؤادي يقينًا
فما عِدتُ أملِكُ كَتْمَ الشعورْ

فـ(عامانِ) تمَّا بُعَيدَكِ أمّي
أطاوِلُ لَيْلِي بِعَدِّ الشهورْ

أقول : سأسلو ، و ذاك مُحالٌ
وأنَّى سلوُّ مُصابٍ أسيرْ!

وأبحَثُ بعدَكِ عنْ ظِلِّ أمْنٍ
فأرجِعُ أمّي كطَيرٍ كسيرْ

تَزورينَ ليلاً منامِيَ طَيفًا
فأزدادُ شوقًا كطِفْلٍ صغيرْ!

وسِيَّانُ بَعْدَكِ أيامُ عيشي
فما كِدتُ أشعُرُ يومَ السّرورْ

تساوتْ بُعَيدَكَ لذاتُ دُنيا
فسُكنى البَراري كسُكنى القصورْ

وإنّي بدونِكِ يا نورَ عينِي
تَبَدَّلَ كَوني ظلامًا بِنورْ

وإنّي وربّيَ علاّمُ حالي
لأبصِرُ أُنسيَ بينَ القبورْ

وإنّي وأستغفِرُ الله ربّي
أُقَبِّلُ قبْرَكِ رَجْوى الحُبورْ

أُقبِّلُ قبْرًا أحسُّ بأمّي
تُقَبِّلني رَغْمَ تلكَ الصّخورْ

يكادُ فؤادي يَطِيرُ لأمّي
وليسَ سوى خالقي مِنْ مجيرْ

ومِمَّا يُخَفِّفُ لَوعاتِ حُزني
(أبي) بدعاءِ الشفيقِ الوقورْ

دُعاءُ ( أبي ) حينَ ذِكْرِكِ أمّي
يفيضُ وفاءً بِصِدْقِ الشّعورْ

وأسلو بِبيتِ الكريمةِ ( لولو )
تُلَمْلِمُني في حَجاها المَزورْ

أراها فأبصِرُ أمّي تطِلُّ
بروحٍ رَفِيفٍ ووجْهٍ مُنيرْ

ولا يَجْبُرُ الرُزءَ أمّاه إلا
يَقِيني بفضلِ الرَّحيمِ الغفورْ

يَقِيني بوعْدِ إلهي يَقِيني
وعُقْبَى المُوَحِّدِ دارُ السّرورْ



ابنك المشتاق
د / إبراهيم بن عبد الله الغانم السماعيل
ظهر الجمعة المباركة
17 / 2 / 1432هـ

2010/12/01

الإخوة والأخوات بعد التحية
هذه روابط لأربع قصائد في والدتي الغالية
نورة بنت عبد العزيز المانع
رحمها الله تعالى
أشرف بالاطلاع عليها وتحميلها ونشرها




إخوتي الأعزاء طلاب
( المستوى الأول - كلية اللغة العربية)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
فهذه روابط مقرر منهج
بلغ 121 ( تأريخ البلاغة )
وستحدث الصفحة تباعًا
كلما تم إلقاء المحاضرة إن شاء الله تعالى
متمنيا لكم العلم النافع والعمل الصالح
أخوكم
د . إبراهيم بن عبد الله السماعيل





‫مراحل نشأة البلاغةوتطورها - مرحلة الاستقرار ، النضج والازدهار.docx

مؤثرات النشأة.docx

مدارس التأليف البلاغي - أولاً المدرسة الأدبية.docx



‫‫مدارس التأليف البلاغي - ثالثًا المدرسة البديعية.docx


‫البلاغة في العصر الحديث عرض تاريخي .docx


أهم سمات البلاغة في العصر الحديث .docx


صلة البلاغة في العصر الحديث بالنظريات الأدبية والنقدية .docx


‫مدارس التأليف البلاغي - ثانيًا المدرسة العقلية(1).docx

الإخوة الأعزاء طلاب
( المستوى الثاني - كلية اللغة العربية )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فهذه روابط مقرر
( بلغ 320 - البحث والمصادر )
وسيتم تحديث الروابط تباعًا
كلما ألقيت المحاضرة إن شاء الله تعالى
متمنيًا لكم العلم النافع والعمل الصالح
أخوكم
د . إبراهيم بن عبد الله السماعيل


كتابة البحث .docx

إعداد الفهارس الفنية.docx


‫منهج التحقيق العلمي .docx



الإخوة الأعزاء طلاب

( كلية الدعوة والإعلام - المستوى الرابع )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد

فهذه روابط مقرر

( بلغ 146 - البلاغة النبوية )

وسيتم تحديث الروابط تباعًا

كلما ألقيت المحاضرة إن شاء الله تعالى

متمنيا لكم العلم النافع والعمل الصالح

أخوكم

د . إبراهيم بن عبد الله السماعيل

الحوار في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.docx


من بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح 2.docx


نماذج الكناية من الحديث الشريف.docx


‫من بلاغة التشبيه في الحديث النبوي - الحديث الأول - الأترجة.docx


‫من بلاغة التشبيه في الحديث النبوي - الحديث الثالث ( حديث البنيان واللبنة ).docx


‫من بلاغة التشبيه في الحديث النبوي - الحديث الثامن .docx


‫من بلاغة التشبيه في الحديث النبوي - الحديث الثاني - حديث النهر والصلوات الخمس.docx


‫من بلاغة التشبيه في الحديث النبوي - الحديث الخامس حديث ( مثل الأمة ومثل المطر ).docx


‫من بلاغة التشبيه في الحديث النبوي - الحديث الرابع ( المؤمن والنخلة ).docx


‫من بلاغة التشبيه في الحديث النبوي - الحديث السادس .docx