بسم الله الرحمن الرحيم
فَخْري بِهِ ، مَدْحي لَهُ
والدي الكريم
الشيخ ( عبد الله الغانم السماعيل )
حفظه الله تعالى
آتاه الله صفات عديدة ، يصعب حصرها
كانت أمّه ( هيلة ) - رحمها الله تعالى - تلعِّبُه صغيرًا راحمة يُتْمَه وتقول :
" يالله عسى عبد الله نافلْ جيله ، وعسى عياله عدد فناجيله ! "
أتشرف أن يسمع أبي – حفظه الله تعالى - بعض الأبيات الزاهية بِذِكره
( هذا أبي ) إنّي أقولُ مُفاخِرًا
فَبِمِثْلِهِ يعلو الفتى في المَرْكَبِ
هي دَعْوةُ الأمِّ التي قدْ وافقتْ
بابَ السماءِ لِصوتِها لمْ يُحْجَبِ:
يا ربِّي فارْحمَ يُتْمَ طِفْلي وارعَهُ
واجْعَلْهُ (نافِلَ) جيلِهِ في المَكْسَبِ
واجعلْ لهُ ذريَّةً يا رازقي
تَعْدَادَ فِنجالٍ لهُ ! ذا مَطْلَبي
أغناهُ ربّي بعْدَ ( فقرٍ ) مَسَّهُ
آواهُ مِنْ ( يُتْمٍ ) مُخيفٍ مُتْعِبِ
الدِّينُ ؟ قدْ أدَّى الحُقوقَ لِربِّهِ
فَبِدينِهِ قدْ عاشَ عَيشَ الأطْيبِ
المالُ ؟ حازَ مكاسِبًا مِنْ حِلِّها
آتاهُ ربّي فوقَ فوقِ المَطلَبِ
قد جاءت الدُنيا له ! لم تطْغِهِ
فَبِزُهْدِهِ قدْ صارَ عينَ المَضْرَبِ
مُتواضِعٌ للكلِّ غيرَ مُفَرِّقٍ
بينَ الأعاجِمِ أو شريفٍ يَعْرُبي
أنا لا أقولُ مُبالِغًا في فَضْلِهِ
أنَّى بلوغُ خِصالِ مِثْلِكَ يا أبي !
أمّا المُؤانِسُ والمُؤازِرُ والذي
قدْ ظلَّ طُولَ حياتِهِ لمْ يغْرُبِ
هُو خِلُّهُ بَعدَ العِشاءِ مُسامِرًا
وجليسُهُ في الفجْرِ لمْ يتَغَيَّبِ
ذاكمْ كتابُ اللهِ خيرُ مُرافقٍ
فانْظُرْ تراهُ مُرَتِّلاً لمْ يعْزُبِ
يا ربِّي قدْ كانَ الكتابُ مُصاحِبًا
ومُرافِقًا في الحِلِّ والمُتَقلَّبِ
فاجْعَلْهُ خيرَ مؤانِسٍ في وَحْشَةٍ
بَعْدَ الرّحيلِ ! وحينَ بُعْدِ الأقرَبِ !
واجْعَلْهُ في الفِرْدَوسِ قائده الذي
يَرْقَى بِهِ ، مِصْدَاقَ ما وَعَدَ النّبيّ
( أسْرارُهُ ) كَمْ خَصَّني في بَوْحِها
فِعْلَ المُصاحِبِ للصّديقِ الأرْحَبِ
حتّى غَدَوْتُ بِفَضلِ ربّي قارئًا
في فِكْرِهِ أفْكارَ ما لمْ يكتُبِ
وغَدَوتُ أشعُرُ ما يجولُ بِخاطِرٍ
لو لمْ يَقُلْ ! فالقلبُ منهُ بِمَقْرُبِ
يا ربّي إنّي إنْ رُزِئتُ حَبيبَتي
( أمّي ) ، فسلِّمْ يا إلهي لي ( أبي )
بارِكْ لنا بِبَقائهِ يا خالقي
فهُوَ المُوجِّهُ نحْوَ عِلْمٍ طَيِّبِ
فَخْري بِهِ ، مَدْحي لَهُ ، هُوَ قُدوتي
يمشي الهُوينى في الطّريقِ الأصوبِ
قدْ حُقَّ لي بينَ المَحافِلِ كلِّها
أنِّي أفاخِرُ صادِقًا : ( هذا أبي )!
ابنكم الفخور بِجَنابِكم
د / إبراهيم بن عبد الله الغانم السماعيل
فَجْرَ الخميس الأغرّ
23 / 2 / 1432هـ