2010/04/08


بسم الله الرحمن الرحيم
[نشرت في جريدة الجزيرة يوم الخميس
23/4/1431هـ الموالفق8/3/2010م]
( شقراء ) بلدة طيبة ويوم السرور


بلدة طيبة ، وأهلها في سرور ، تلك هي ( شقراء ) يوم الخميس السادس عشر من هذا الشهر ربيع الآخر ، حيث توافد ضيوفها وأهلها من محبيها ومحبي أهلها ، توافدوا مع الصباح الباكر ، ليجتمع الجميع مسرورين مغتبطين باستقبال أحد أبناء ( شقراء ) البررة ، معالي الشيخ الدكتور / محمد بن عبد الكريم العيسى ( وزير العدل ) – حفظه الله تعالى - الذي رعى مناسبة شقراء السنوية ( جائزة الجميح لحفظ القرآن الكريم والتفوق العلمي ) تلك الجائزة التي تعكس اهتمام أسرة ( آل الجميح ) المباركة بالقرآن الكريم ، وبالعلم وأهله ، وذلك ليس مقصورًا على ( شقراء ) فحسب ، ففضل ( آل الجميح ) يعلمه من له أدنى متابعة لأعمال الخير في هذا البلد المبارك المعطاء ، لكنّ هذه الجائزة في عامها الثامن ذات بصمة خاصة ، وطابع مميز ، في الحراك العلمي في هذه المحافظة المباركة بأهلها ، والمتأمل في مشاهد الحفل المشار إليه يرى التفاف الناس بعضهم حول بعض ، فالكل في قاعة الاحتفال بين مسلِّم ومرحِّب، والكل هاش باش ، ترى أن كل أهل شقراء على قلب واحد في الترحيب بزوارها ، ومن أجمل الجميل في الموضوع ذاك التواضع الكبير من أرباب الجائزة ، وعلى رأسهم صاحبا السعادة الشيخ / محمد بن عبدالعزيز آل الجميح ، والشيخ / حمد بن عبد العزيز آل الجميح – حفظهما الله تعالى – حتى إنني لأقرأ البِشر في محياهما أثناء تكريم أبنائهم المتفوقين وحفظة القرآن الكريم ، أما راعي الحفل معالي ( وزير العدل) الشيخ الدكتور / محمد بن عبد الكريم العيسى فقد أعجبني وأظن الحضور يشاركونني الإعجاب بمعاليه ، في سمته ، وصمته ، وبيانه إبّان نطقه ، فقد كانت كلمته ( المرتجلة ) مثالاً على حسن بيانه ، وجميل عباراته ، وعمق مضمونه ، وسعة علمه ، وواسع إدراكه ، مع سلامة مما يكدر الأسماع من حيث الأخطاء النحوية ، فهو الوزير المثقف المتواضع ، ولا غرو فالشيء من معدنه لا يُستغرب ! فهو أحد أبناء شقراء البررة ، وهو ممن منَّ الله عليه بالعلم الشرعي ، الذي يهذب النفوس ، ويرقى بالهمم ، ويكمّل محاسن الأخلاق .
إن رعاية ( معالي الوزير ) لهذه المناسبة الكريمة تعكس اهتمام الحكومة الرشيدة بالأهالي في وطننا الغالي ، وتبين التحام القيادة بأمرائها ووزرائها بإخوانهم وشعبهم ، وكيف أن الجميع في مكانة واحدة ، وعلى مأدبة واحدة .
وأما دور إدارة التعليم في هذه المناسبة فهو الدور الرائد ، فلهم الشكر على العناية بالجائزة ، وعلى إخراج الحفل بهذه الصورة التي خرج فيها ، حفل سعيد في لباس قشيب، وإن المتابعة الدقيقة لسعادة مدير التعليم في محافظة ( شقراء ) الأستاذ / عبد العزيز المسند ( أمين الجائزة ) ، إن تلك المتابعة لدليل بين على مدى تجنيد إدارة التعليم العاملين فيها في إنجاح هذه المناسبة التي تعني بنجاحها نجاح المحافظة عامة .
وبما أن ( اللجنة المنظمة ) قد شرفتني أن أكون شاعر المناسبة هذا العام فإنني أشكر لهم هذا التكريم الذي وجدت نفسي فيه ، حيث إنني من محبي هذه المحافظة وممن المعجبين بكثير من أهلها وشهادتي فيهم مجروحة لأن المثل العامي لدينا يقول ( اليد مغراف القلب ) وأنا أضيف ( القلم مغراف القلب ) فقلمي وجد ريشته مسترسلة في الثناء على ( آل الجميح ) ، ومعالي الوزير ، وأهل ( شقراء ) الأوفياء :
نُورٌ تألَّقَ مِنْ ( شَقْراءَ ) قدْ سَطَعَا
( شَقْراءُ ) قدْ فَخَرَتْ أنْ حلَّ مَرْبَعَها
في مَحْفَلٍ زَادَهُ عِزّاً ومَفْخَرَةً
إيهَ ( ابنَ عِيسَى ) لَكُمْ في القلبِ مَنْزِلَةٌ
( وزيرُ عَدْلٍ ) لهُ فَضْلٌ ومَكْرُمَةٌ
( آلُ الجُميحِ ) بِهَذا اليومِ عادَتُهُمْ
اليومَ جائزَةُ القومِ الكِرامِ الأُلى
(آلُ الجُميحِ) وَمَنْ مِثْلُ (الجُميحِ) سَنَا؟!
في مَحْفَلٍ مِنْهُ وَهْجُ العِلْمِ قَدْ لَمَعا
قومٌ كِرامٌ بِهمْ ذا الفَخْرُ قدْ جُمِعا
أنَّ (الوَزيرَ) إلى أفْيائهِ انتَجَعَا
يا سَلَّمَ اللهُ هذا البَدْرَ إذْ سَطَعَا
رأيٌ حَصيفٌ وَصَوتٌ بِالهُدى صَدَعَا
إضْفاءُ جُودٍ بِهِ المِعْطَاءُ قَدْ طُبِعَا
قَدْ شَجَّعُوا العِلْمَ يَا لَلَفَضْلِ مَا صَنَعَا !
أفعالُهمْ شُهِدَتْ والقَولُ قَدْ سُمِعَا

و إلى الجميع وافر التقدير ، وبحفظ الله دمتم .

د / إبراهيم بن عبد الله السماعيل
ias1429@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق