2010/04/22


بسم الله الرحمن الرحيم


الأمير (نايف) وما خفي أكثر وأفضل


من منا لا يشعر بالغبطة والسرور وهو يرى أو يسمع بين حين وآخر ما يقوم به هذا الرجل الكبير من أعمال خيرية واسعة النطاق ، متعدية النفع ، عظيمة الثمرة ، شاملة في الهدَف والفئة المستهدَفة ؟
غير خافٍ أن أيادي صاحب السمو الملكي الأمير (نايف بن عبد العزيز آل سعود) - حفظه الله - أيادٍ واضحة لكل ذي عينين ، ولا ينكر فضله ومعروفه وإخلاصه في خدمة دينه ووطنه إلا مغالط يحاول – خاسرًا – حجب نور الشمس بغربالٍ بالٍ متهالكٍ !
إن صاحب السمو الملكي الأميرَ (نايفًا) – فيما تشهد به أعماله – رجلٌ شمولي النظرة ، متعدد المنافع، لا يقتصر نفعه على قطاع دون قطاع ، ولا ينحصر دعمه لمنشط في مجال دون المجالات الأخرى، فهو مع تسنمه قمة الهرم الأمني الداخلي في كونه (وزير الداخلية) وما أدراك ما الداخلية شؤونها وشجونها! والأمير (نايف) مع انشغاله بأعباء الحج كلّ عام ، ومع متابعاته الدقيقة لأمور جسام في هذا البلد مترامي الأطراف ، إلا أن ذلك كلَّه لم يشغله عن متابعة مسابقة (القرآن الكريم) هنا أو هناك ، وأعماله الجليلة تلك لم تزاحم متابعته السنوية (الشخصية) للمسابقة الرائدة المميزة (مسابقة الأمير نايف للسنة) التي غدت شامة في جبين هذا البلد المعطاء ، ونورًا لهذه الأمة المنافحة عن سنة نبيها - صلى الله عليه وسلم - وهذه المتابعات الحاثة الخُطى الواثقة الدروب لم تثنِ صاحبَ الهمة العالية الأميرَ (نايفًا) عن الذود عن صمام أمان الأمة عن (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ذلكم الجهاز الذي كان ولا زال يلقى عناية ملوك هذه البلد المباركين من لدن المؤسس الملك (عبد العزيز) – طيب الله ثراه – ومن سار على نهجه من أبنائه الملوك – رحمهم الله أجمعين – إلى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك (عبد الله) – حفظه الله تعالى - ومواقف سمو الأمير (نايف) في نصرة هذا الجهاز أكثر من أن تذكر .
إن جهود الأمير (نايف) جهود عملاقة من حقها أن تُفرَد لها الدراسات ، وتذاع للأجيال ، حتى يلمسوا ما عليه ولاة أمرهم من حرص أكيد على كلّ ما من شأنه أن يحفظ على الأمة دينها وأمنها !
أقول إن كثيرًا من هذه الجهود معلومة لكثير من أبناء جيلنا اليوم ، لكنني أحب الإشارة إلى موقف ربما لم يسمع به كثير من قراء هذه السطور ، أود أن أشير إلى موقف إسلامي إنساني رجولي من سمو الأمير (نايف) قبل ما يقارب (35) عامًا ! وتحديدًا عام (1397هـ / 1977م) ، حيث بذل سموه الكريم مكانته ووجاهته ومنزلته طالبًا من حكومة (كوريا الجنوبية) التعاون مع الاتحاد الإسلامي الكوري للسماح بإنشاء (جامعة) على نفقة حكومة المملكة العربية السعودية ، في عهد الملك الصالح (خالد) – رحمه الله – وهذا ما تم بفضل الله ، ومن ذلكم الحين والجامعة قائمة على سوقها تعجب الغيورين على مصالح هذا الدين.
ولنا أن نتصور مدى النفع الذي تحقق من إنشاء تلك (الجامعة) في ذلكم المكان خلال هذه العقود، فكم كان فيها من دروس ! وكم تلي فيها كتاب الله تعالى ! وكم تخرج فيها من حافظ لهذا الكتاب العزيز !
إننا - بحسن الظن بالله تعالى – لنرجو أن يكون أجر وذخر هذه المدرسة وما كان فيها من نفع كبير ، أن يكون ذلك كله في ميزان حسنات هذا الأمير المبارك (نايف بن عبد العزيز آل سعود ) حفظه الله تعالى ، كان ذلكم شيئًا من جهود هذا الأمير المبارك ، ولعل ما خفي من أعمال سمو الأمير أكثر وأفضل!
إن ما دفعني إلى شرف كتابة هذه المقالة هو إطلاع كثير من أبناء هذا الوطن على جهد عظيم لرجل من رجالات هذا البلد المخلصين ؛ ليعلموا علم اليقين ، وليترجموا هذا العلم إلى أرض الواقع فيعرفوا الحق الواجب لهذا الرجل الهُمَام ، الذي تراه حين تراه فترى (الأنموذج) الأمثل للغيور على دينه ، المحبِّ لوطنه ، الساعي على مصالح أبنائه ، وإنني إنما أكتب هذه المقالة ليزداد أبناء هذا الوطن لهذا الوطن محبة وانتماءً ، ولهذا الأمير إخلاصًا ودعاءً ، وبحفظ الله دمتم .

د / إبراهيم بن عبد الله السماعيل

ias1429@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق