2010/06/14

أمي هدها الألم




بسم الله الرحمن الرحيم


تماثَلت أمّي للشفاءِ ، فما كادت الأرض تَسَعُنا من الفرحة بسلامَتِها ، ثمَّ ما لبثِت أن انتكست حالتها الصحية ، وفارقت البيت إلى المشفى ، والله نسأله أن يعجّل لها بالشفاء العاجل ، وأن يعيذها من عين الإنسان ، ومسّ الجان ، وكيد الشيطان ، فلتسلمي أمّنا يا ( أمَّ غانم )
يا نورَ الدنيا ، وعزّ الحياة ، والغنيمة في كلّ خير ، والمانعة من كلّ شر ، حقاً إنّ لكِ من اسمك نصيباً
( نورة بنت عبد العزيز الغنيم المانع )
إليكِ أتوجه بهذه الأبيات ، لعّلي أن أكتب قريباً أبيات سلامتك وعودتك إلى بيتك الذي أنت نوره وزينته :



واحَرَّ قلباهُ ! أمّي هَدَّها الألمُ
والجسمُ أُنحلَ لمّا مَسَّهُ السَّقَمُ

باتَتْ تُكَتِّمُ ما قدْ برى جَسَداً
صَبْراً ، وعلَّةُ هذا ( الأمْرِ ) تَحْتَدِمُ

أمّي يَعِزُّ علينا أنْ نرى ألَماً
وجُهْدُنا أمَّنا ذا الدمْعُ والأَلَمُ

أمّي براها الضنى مِنْ بَعْدِ نَكْسَتِها
الكفُّ قدْ نَحلَتْ والوَجْهُ والقَدَمُ


إنْ كان آلَمَكُمْ ما قدْ أصابَكُمُ
فإنَّ آهاتِكمْ في القَلْبِ تَحْتَطِمُ

إنْ نامَ غيريَ ملءَ الجَفنِ في دَعَةٍ
فإنني سَهِرٌ للهمِّ أقْتَسِمُ

أمّي أكَتِّمُ حبّا قد جرى بِدَمي
الدَّمْعُ يا أمّنا للمُختفي عَلَمُ

عُودي إلينا ، صِغارٌ نحنُ في كِبَرٍ
الكونُ إنْ عدتِ يا أمّاهُ يبْتَسِمُ

أمّاهُ لمْ يغنِ عنكِ الناسُ قاطبةً
لو آنَسَتْ عُرْبَهُمْ واسْتَضْحَكتْ عَجَمُ

أمّاهُ عودي إلينا ، الدارُ موحِشَةٌ
أرجاؤها كلّها مِنْ غيرِكمْ عَدَمُ

أمّاهُ عودي إلى أُنْسٍ وعافية
في قُرْبِكمْ أمَنا تُسْتَكْمَلُ النِعَمُ


الكلّ يشتاقُكمْ (بيتٌ) و(مِدْفَأةٌ)
(فِناؤكمْ) يشتهي لوْ حلَّتِ القَدَمُ

(سريرُكمْ) وَلِهٌ من وَجْدِ فُرْقَتِكمْ
كأنَّهُ بالذي قدْ نالَكمْ سَقِمُ

(مِذياعُكمْ) أبكَمٌ ما عادَ يُؤنِسُنا
يا شوقَ وقتٍ بِهِ (مِذياعُكمْ) كَلِمُ

(فيحاؤنا) تشتكي مِنْ فقْدِ (نورتها)
وإنَّ أنوارَها في بُعْدِكمْ ظُلَمُ

الكلُّ محبوبُكمْ ، والطّيبُ طَبْعُكُمُ
يزيدُ مِنْ طِيبِكمْ أفْعالكمْ وفَمُ


أُعيذكِ نَظَراتِ الإنسِ إنْ نظروا
ومِنْ مكائدِ شيطانٍ وما كَتَموا

إنْ كانَ آذاكُمُ إنْسٌ بِمَفْسَدةٍ
والجِنُّ عونٌ لهُ ، فاللهٌ منتَقمُ

(اللهُ حَسْبٌ لنا) في كلّ نازلة
اللهُ منقِذنا لو أجْلَبتْ أُمَمُ




ابنُكِ الذي يظلّ بِقُربك صغيراً

د/ إبراهيم بن عبد الله الغانم السماعيل

الخميس 12 / 1 / 1430هـ

هناك تعليقان (2):

  1. عبد الله التميمي5 نوفمبر 2010 في 11:16 م

    الله يرحمها ويغفر لها ويسكنها جنات النعيم اللهم نقها من الذنوب والخطايا كما ينقا الثوب الابيض من الدنس اللهم احشرها مع الصحابيات وأمهات المؤمنين.

    ردحذف
  2. أبوعمر الألمعي14 ديسمبر 2010 في 11:20 م

    واحر قلباه،ممن قلبه شبم ...

    الوزن والقافية جميلة كم مرة تأملت قصيدتك"
    وبالذات عندما كررت "أماهـ"
    لا فض الله فاك .

    غفر الله ورحمها ورزقها الفردوس الأعلى.

    ردحذف