2010/04/22

قبلة منك سيّدي


بسم الله الرحمن الرحيم


قُبْلَةٌ منكَ سيِّدي !



صورةٌ مشرقةٌ تعجز الكلمات عن التعبير عنها ، تلك الصورة التي قلّ أنْ تتكرر ، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله تعالى يقبّل رؤوس الجنود المصابين في حماية دينهم ووطنهم ، يقبّل رؤوس جنوده الجرحى ، وبكل تواضع وأبوّة ورحمة يُقْسِمُ أن يقبّل رأس من يمتنع احتراماً لسمو الأمير ! فإلى صاحب السمو الملكي أمير الإنسانية ، أهدي هذه الأبيات


قبْلَة منكَ أيّها الحرُّ تَبْقَى
تَأْسِرُ النّفْسَ تَمْلأ القلْبَ رِقّا

كلُّ جيلٍ إذا رواها رآها
كيفَ وَفَّى الأميرُ للجندِ حقّا

قَبِّل الرأسَ يا أميرُ لِتَرْقى
قِمَّةَ المجدِ في التواضعِ تَبْقى

قَبِّل الرأسَ كي تزيدَ عُلُوّاً
قَبِّل الرأسَ علَّ ذا الدمعَ يرْقا

قَبِّل الرأسَ شامخاً يا أميري
سوفَ تَبقى بكلِّ فَضلٍ أحَقّا

قَبِّل الرأسَ ، زِدْ لنا مِنْ دُروسٍ
في سُمُوِّ الأخلاقِ كَمْ تُتَلَقى

إيهِ أَقْسِمْ بأنْ تُقَبِّلَ رأساً
رأسَ حُرٍّ بهِ البلادُ تُوَقَّى

قُبْلَةٌ منكَ سيِّدي ودُعاءٌ
يقرأ الناسُ في ابتسامِكَ صِدْقا

قُبْلَةٌ في الجبينِ مِنهُ لِجندٍ
مَنْ أذاقَ العِدا لدى الحربِ سُحْقَا

قُبْلَةٌ منكَ سيِّدي علَّمتنا
كيفَ يبدو الأميرُ عَطْفاً ورِفْقا

قبْلَة منكَ في دُروبِ المعالي
حُزتَ فيها لدى المَكارمِ سَبْقا

قُبْلَةٌ منكَ ، بلْ رسائلُ شَتّى
فيكَ سِفْرُ الخلودِ أنْشَدَ عَبْقا

إيهِ ( سلطانُ ) والقصائد خَجْلى
كيفَ تقوى لدى فِعالِكَ نُطْقا ؟!

يا ( أبا خالدٍ ) سلمتَ أميراً
أُفْعِمَ القلبُ في فِراقِكَ حَرْقا

يا ( أبا خالدٍ ) فِداكَ قصيدي
جاءَ طَوْعاً يفيضُ حُبّاً وشَوقا


د / إبراهيم بن عبد الله السماعيل
ias1429@gmail.com

15 / 1 / 1431هـ

بسم الله الرحمن الرحيم


الأمير (نايف) وما خفي أكثر وأفضل


من منا لا يشعر بالغبطة والسرور وهو يرى أو يسمع بين حين وآخر ما يقوم به هذا الرجل الكبير من أعمال خيرية واسعة النطاق ، متعدية النفع ، عظيمة الثمرة ، شاملة في الهدَف والفئة المستهدَفة ؟
غير خافٍ أن أيادي صاحب السمو الملكي الأمير (نايف بن عبد العزيز آل سعود) - حفظه الله - أيادٍ واضحة لكل ذي عينين ، ولا ينكر فضله ومعروفه وإخلاصه في خدمة دينه ووطنه إلا مغالط يحاول – خاسرًا – حجب نور الشمس بغربالٍ بالٍ متهالكٍ !
إن صاحب السمو الملكي الأميرَ (نايفًا) – فيما تشهد به أعماله – رجلٌ شمولي النظرة ، متعدد المنافع، لا يقتصر نفعه على قطاع دون قطاع ، ولا ينحصر دعمه لمنشط في مجال دون المجالات الأخرى، فهو مع تسنمه قمة الهرم الأمني الداخلي في كونه (وزير الداخلية) وما أدراك ما الداخلية شؤونها وشجونها! والأمير (نايف) مع انشغاله بأعباء الحج كلّ عام ، ومع متابعاته الدقيقة لأمور جسام في هذا البلد مترامي الأطراف ، إلا أن ذلك كلَّه لم يشغله عن متابعة مسابقة (القرآن الكريم) هنا أو هناك ، وأعماله الجليلة تلك لم تزاحم متابعته السنوية (الشخصية) للمسابقة الرائدة المميزة (مسابقة الأمير نايف للسنة) التي غدت شامة في جبين هذا البلد المعطاء ، ونورًا لهذه الأمة المنافحة عن سنة نبيها - صلى الله عليه وسلم - وهذه المتابعات الحاثة الخُطى الواثقة الدروب لم تثنِ صاحبَ الهمة العالية الأميرَ (نايفًا) عن الذود عن صمام أمان الأمة عن (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ذلكم الجهاز الذي كان ولا زال يلقى عناية ملوك هذه البلد المباركين من لدن المؤسس الملك (عبد العزيز) – طيب الله ثراه – ومن سار على نهجه من أبنائه الملوك – رحمهم الله أجمعين – إلى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك (عبد الله) – حفظه الله تعالى - ومواقف سمو الأمير (نايف) في نصرة هذا الجهاز أكثر من أن تذكر .
إن جهود الأمير (نايف) جهود عملاقة من حقها أن تُفرَد لها الدراسات ، وتذاع للأجيال ، حتى يلمسوا ما عليه ولاة أمرهم من حرص أكيد على كلّ ما من شأنه أن يحفظ على الأمة دينها وأمنها !
أقول إن كثيرًا من هذه الجهود معلومة لكثير من أبناء جيلنا اليوم ، لكنني أحب الإشارة إلى موقف ربما لم يسمع به كثير من قراء هذه السطور ، أود أن أشير إلى موقف إسلامي إنساني رجولي من سمو الأمير (نايف) قبل ما يقارب (35) عامًا ! وتحديدًا عام (1397هـ / 1977م) ، حيث بذل سموه الكريم مكانته ووجاهته ومنزلته طالبًا من حكومة (كوريا الجنوبية) التعاون مع الاتحاد الإسلامي الكوري للسماح بإنشاء (جامعة) على نفقة حكومة المملكة العربية السعودية ، في عهد الملك الصالح (خالد) – رحمه الله – وهذا ما تم بفضل الله ، ومن ذلكم الحين والجامعة قائمة على سوقها تعجب الغيورين على مصالح هذا الدين.
ولنا أن نتصور مدى النفع الذي تحقق من إنشاء تلك (الجامعة) في ذلكم المكان خلال هذه العقود، فكم كان فيها من دروس ! وكم تلي فيها كتاب الله تعالى ! وكم تخرج فيها من حافظ لهذا الكتاب العزيز !
إننا - بحسن الظن بالله تعالى – لنرجو أن يكون أجر وذخر هذه المدرسة وما كان فيها من نفع كبير ، أن يكون ذلك كله في ميزان حسنات هذا الأمير المبارك (نايف بن عبد العزيز آل سعود ) حفظه الله تعالى ، كان ذلكم شيئًا من جهود هذا الأمير المبارك ، ولعل ما خفي من أعمال سمو الأمير أكثر وأفضل!
إن ما دفعني إلى شرف كتابة هذه المقالة هو إطلاع كثير من أبناء هذا الوطن على جهد عظيم لرجل من رجالات هذا البلد المخلصين ؛ ليعلموا علم اليقين ، وليترجموا هذا العلم إلى أرض الواقع فيعرفوا الحق الواجب لهذا الرجل الهُمَام ، الذي تراه حين تراه فترى (الأنموذج) الأمثل للغيور على دينه ، المحبِّ لوطنه ، الساعي على مصالح أبنائه ، وإنني إنما أكتب هذه المقالة ليزداد أبناء هذا الوطن لهذا الوطن محبة وانتماءً ، ولهذا الأمير إخلاصًا ودعاءً ، وبحفظ الله دمتم .

د / إبراهيم بن عبد الله السماعيل

ias1429@gmail.com

2010/04/08


بسم الله الرحمن الرحيم
[نشرت في جريدة الجزيرة يوم الخميس
23/4/1431هـ الموالفق8/3/2010م]
( شقراء ) بلدة طيبة ويوم السرور


بلدة طيبة ، وأهلها في سرور ، تلك هي ( شقراء ) يوم الخميس السادس عشر من هذا الشهر ربيع الآخر ، حيث توافد ضيوفها وأهلها من محبيها ومحبي أهلها ، توافدوا مع الصباح الباكر ، ليجتمع الجميع مسرورين مغتبطين باستقبال أحد أبناء ( شقراء ) البررة ، معالي الشيخ الدكتور / محمد بن عبد الكريم العيسى ( وزير العدل ) – حفظه الله تعالى - الذي رعى مناسبة شقراء السنوية ( جائزة الجميح لحفظ القرآن الكريم والتفوق العلمي ) تلك الجائزة التي تعكس اهتمام أسرة ( آل الجميح ) المباركة بالقرآن الكريم ، وبالعلم وأهله ، وذلك ليس مقصورًا على ( شقراء ) فحسب ، ففضل ( آل الجميح ) يعلمه من له أدنى متابعة لأعمال الخير في هذا البلد المبارك المعطاء ، لكنّ هذه الجائزة في عامها الثامن ذات بصمة خاصة ، وطابع مميز ، في الحراك العلمي في هذه المحافظة المباركة بأهلها ، والمتأمل في مشاهد الحفل المشار إليه يرى التفاف الناس بعضهم حول بعض ، فالكل في قاعة الاحتفال بين مسلِّم ومرحِّب، والكل هاش باش ، ترى أن كل أهل شقراء على قلب واحد في الترحيب بزوارها ، ومن أجمل الجميل في الموضوع ذاك التواضع الكبير من أرباب الجائزة ، وعلى رأسهم صاحبا السعادة الشيخ / محمد بن عبدالعزيز آل الجميح ، والشيخ / حمد بن عبد العزيز آل الجميح – حفظهما الله تعالى – حتى إنني لأقرأ البِشر في محياهما أثناء تكريم أبنائهم المتفوقين وحفظة القرآن الكريم ، أما راعي الحفل معالي ( وزير العدل) الشيخ الدكتور / محمد بن عبد الكريم العيسى فقد أعجبني وأظن الحضور يشاركونني الإعجاب بمعاليه ، في سمته ، وصمته ، وبيانه إبّان نطقه ، فقد كانت كلمته ( المرتجلة ) مثالاً على حسن بيانه ، وجميل عباراته ، وعمق مضمونه ، وسعة علمه ، وواسع إدراكه ، مع سلامة مما يكدر الأسماع من حيث الأخطاء النحوية ، فهو الوزير المثقف المتواضع ، ولا غرو فالشيء من معدنه لا يُستغرب ! فهو أحد أبناء شقراء البررة ، وهو ممن منَّ الله عليه بالعلم الشرعي ، الذي يهذب النفوس ، ويرقى بالهمم ، ويكمّل محاسن الأخلاق .
إن رعاية ( معالي الوزير ) لهذه المناسبة الكريمة تعكس اهتمام الحكومة الرشيدة بالأهالي في وطننا الغالي ، وتبين التحام القيادة بأمرائها ووزرائها بإخوانهم وشعبهم ، وكيف أن الجميع في مكانة واحدة ، وعلى مأدبة واحدة .
وأما دور إدارة التعليم في هذه المناسبة فهو الدور الرائد ، فلهم الشكر على العناية بالجائزة ، وعلى إخراج الحفل بهذه الصورة التي خرج فيها ، حفل سعيد في لباس قشيب، وإن المتابعة الدقيقة لسعادة مدير التعليم في محافظة ( شقراء ) الأستاذ / عبد العزيز المسند ( أمين الجائزة ) ، إن تلك المتابعة لدليل بين على مدى تجنيد إدارة التعليم العاملين فيها في إنجاح هذه المناسبة التي تعني بنجاحها نجاح المحافظة عامة .
وبما أن ( اللجنة المنظمة ) قد شرفتني أن أكون شاعر المناسبة هذا العام فإنني أشكر لهم هذا التكريم الذي وجدت نفسي فيه ، حيث إنني من محبي هذه المحافظة وممن المعجبين بكثير من أهلها وشهادتي فيهم مجروحة لأن المثل العامي لدينا يقول ( اليد مغراف القلب ) وأنا أضيف ( القلم مغراف القلب ) فقلمي وجد ريشته مسترسلة في الثناء على ( آل الجميح ) ، ومعالي الوزير ، وأهل ( شقراء ) الأوفياء :
نُورٌ تألَّقَ مِنْ ( شَقْراءَ ) قدْ سَطَعَا
( شَقْراءُ ) قدْ فَخَرَتْ أنْ حلَّ مَرْبَعَها
في مَحْفَلٍ زَادَهُ عِزّاً ومَفْخَرَةً
إيهَ ( ابنَ عِيسَى ) لَكُمْ في القلبِ مَنْزِلَةٌ
( وزيرُ عَدْلٍ ) لهُ فَضْلٌ ومَكْرُمَةٌ
( آلُ الجُميحِ ) بِهَذا اليومِ عادَتُهُمْ
اليومَ جائزَةُ القومِ الكِرامِ الأُلى
(آلُ الجُميحِ) وَمَنْ مِثْلُ (الجُميحِ) سَنَا؟!
في مَحْفَلٍ مِنْهُ وَهْجُ العِلْمِ قَدْ لَمَعا
قومٌ كِرامٌ بِهمْ ذا الفَخْرُ قدْ جُمِعا
أنَّ (الوَزيرَ) إلى أفْيائهِ انتَجَعَا
يا سَلَّمَ اللهُ هذا البَدْرَ إذْ سَطَعَا
رأيٌ حَصيفٌ وَصَوتٌ بِالهُدى صَدَعَا
إضْفاءُ جُودٍ بِهِ المِعْطَاءُ قَدْ طُبِعَا
قَدْ شَجَّعُوا العِلْمَ يَا لَلَفَضْلِ مَا صَنَعَا !
أفعالُهمْ شُهِدَتْ والقَولُ قَدْ سُمِعَا

و إلى الجميع وافر التقدير ، وبحفظ الله دمتم .

د / إبراهيم بن عبد الله السماعيل
ias1429@gmail.com

2010/04/07


بسم الله الرحمن الرحيم

( الجنادرية ) شكرٌ واقتراح

المتابع لفعاليات المهرجان الوطني في دورته الخامسة والعشرين يرى التميز الذي فيه ، وكيف كان ذلك المهرجان خلال نصف شهر متنفسًا لأبناء هذا الوطن من الرياض خاصة ومن بقية مناطق بلدنا الحبيب، بل إن بعض أبناء الخليج قد شاقهم ما شاقنا ، وأمتعهم ما أمتعنا في فقرات هذا المهرجان وفعالياته ، وما حواه من تراث محبّب إلى النفوس ، ومن تِذكار لأيام الصبا ، ومن استعادة لشريط الطفولة ، بما فيه من ملعوب ، ومأكول ، ومشروب ، ومركوب ، تلك الذكريات التي فيها ما فيها من مُتَع وأشجان ، وأفراح وربما دموع تذكار ، لا سيما لمن قد عاش تلك الأيام أو شيئًا منها مع من يحب ! ممن بقوا الآن في أغلى الذكريات ، وصادق الدعوات ، أما الجيل الحديث من أبناء هذا اليوم - فتية وفتيات - فإن ( الجنادرية ) تعني لهم أمورًا لا تقل أهمية عمن تقدمهم سنًّا ؛ لأن هذا المهرجان يربطهم بأمور كانوا يسمعون عنها ، وربما لم يشاهدوها من قبل ! وهاهم اليوم يرونه رأي العين ، يلامسون التراث ، ويتحدثون إلى كبار السنّ من مختلف مناطق المملكة ، ويعايشون تلك الحِرَف قارئين دلالتها من الإشارة إلى ما كان عليه الأجداد من شظف العيش وعيش الشظف ، ومن البساطة والتسامح ، ومن إيحاءات بيوت الطين ، وأنغام ( السواني ) ، والألعاب البسيطة في مبناها الكبيرة في إدخال السرور على أولاد تلك الأيام ! حيث لا ( بلاك بيري ) ولا هم بدونه يحزنون !
وإذا كان لي من شكرٍ فإنني أشكر جميع العاملين في إنجاح هذا المهرجان الوطني ، إلا أنني أحب أن أرسل ( أربع ) رسائل إلى من لفتوا نظري خلال زياراتي العديدة لمهرجان هذا العام :
أولى هذه الرسالة : إلى منسوبي ( جامعة الملك سعود ) وجهدهم الواضح في إعداد (المسجد التراثي ) الذي توسط المهرجان عند التقاء البوابات الرئيسة ، وما صاحب أنشطتهم من القيام بالواجب المناط بنا جميعًا ؛ من حسن استقبال ، وبشاشة وجه ، ورقيٍّ في التعامل مع شريحة مهمة من رواد المهرجان أعني الزائرين ( غير العرب ) ، وتعريفهم بأخلاق أبناء هذا الوطن المستقاة من تعاليم ديننا الإسلامي العالمي الخالد ، وكم كان لهذه الجامعة من جهد واضح مبارك مع هذه الفئة الزائرة من غير العرب بما فيهم (الجناح الفرنسي) الذين عبروا عن سرورهم بهذه اللفتة الطيبة ، مما يساعد في نشر ثقافة التسامح والمحبة التي هي من أسس ديننا الحنيف ، والتي طالما رفع لواءها مهندس المهرجان الأول خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله تعالى ، وإنني لأرى أن في مثل هذا التصرف الكريم لخير دعوة إلى الإسلام ممن هم في أمس الحاجة إلى معرفته ، المعرفة الحقة غير المشوبة بغلو الغالين المتطرفين ، ولا مشوّهة بتشويه بعض الصادين عن الدين بسوء أخلاقهم ، والمنهمكين في نسيان ثوابتهم أمام نزواتهم ! فلهذه الجامعة العريقة أجمل الشكر على هذه الجهود المباركة و(للدينمو) المتحرك ابن الجامعة المواطن المخلص الدكتور ( عبد العزيز بن محمد الحسن ) أصدق التقدير على تمثيل أخلاق هذا الوطن الرائدة ونقل صورة الإسلام النقل الصحيح بلسانه العربي و( الأعجمي ) المبين !
وثاني رسائلي الحاملة باقات الشكر موجّهة لرجال ( الحرس الوطني ) المثابرين على ما بذلوه إبّان أيام المهرجان من تواصل الجهود ، وتتابع المهام ، دون ملل أو كلل ، فإن أيّ زائر ( للجنادرية ) يرى يمينه ويساره من يقوم بخدمة الزوار من رجال ( الحرس الوطني ) ، والجميل في الموضوع أن المشاركات الميدانية لم تقتصر على الأفراد والجنود ، بل إن رجال الميدان هم من حملة الرُّتَب العالية ، وقد لفت انتباهي – وربما انتباه غيري – ما كان يقوم به سعادة المقدم ( عبد العزيز الشقحاء ) من متابعة دقيقة لبعض الأطفال التائهين ، ومن حرص أراه في محياه ، وتحدثنا به عيناه ؛ حيث يحرص شخصيًا على إيصال الطفل التائه بأهله ، وهو الذي دفعني للسلام عليه والسؤال عن اسمه ؛ لعدم معرفتي السابقة به - بل إنني إلى الساعة لا أعرف إلا اسمه ولا يعرف مني ولا اسمي – حيث قدمت له ولجميع العاملين معه الشكر ، فله مني ومن كل حريص على إنجاح مناسباتنا الوطنية كل الشكر ، وما سعادة المقدّم ( الشقحاء ) إلا رمز لبقية الرجال المخلصين ، لا حرمهم الله تعالى أجر جهدهم ، وثمرة إخلاصهم ، ولعل وجود أمثال هؤلاء الرجال هو السر – بعد توفيق الله تعالى – في الراحة والانسيابية والبعد عن أي معكّر أمني في تجمع كبير وجمهور غفير !
أما ثالث هذه الرسائل فهي موجّهة لأبناء الوطن المحتسبين ( أهل الحسبة ) الذين تميزوا في هذا المهرجان ببسمتهم الصادقة ، وحرصهم على المحافظة على انسيابية هذه المناسبة الغالية دون معكّرات ، وذلك بالنصح والإرشاد ، والتوجيه المصحوب بالكلمة الطيبة ، والدعوة الصادقة ، والهندام النظيف ، والحرص الأكيد على الاجتماع والائتلاف ، فجزاهم الله عنا وعن ولاة أمرنا ووطننا وعوائلنا خير الجزاء ، ومما أود ذكره هنا ما طُبعَ عليه بعض رجال الهيئة من حرص فطري على مصالح الناس بما فيهم الأطفال ، ذلك أننا كنا في ( جناح منطقة حائل ) وكان على يمين المصلّى وصالة العروض سور رفيع منحدر مما أغرى بعض الأطفال إلى تكرار صعوده والنزول منه دون صحبة أهلهم ، وحينها رأيتُ منظرًا إنسانيًا وطنيًا إسلاميًا لأحد العاملين في الهيئة ، ويظهر أنه ذو منزلة رفيعة ( استوحيت ذلك من جهاز اللاسكي الذي في يده ) وجدته وقد أرهق نفسه في متابعة هؤلاء ( الأطفال ) خشية أن يسقط أحدهم من الجهة الخلفية للسور ، أو يؤذي بعض الأطفال بعضًا ، وكأن هذا الرجل أبٌ لهؤلاء الأطفال جميعًا ! فسلّمت عليه شاكرًا وداعيًا له على حرصه وتشرفت بمعرفته ، فشكرًا لك أيها المخلص ( خالد اللزام ) على حبكم سلامة هؤلاء الأطفال، وشكرًا لكم معالي الرئيس العام لرئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، معالي الشيخ ( عبد العزيز الحميِّن) فبصماتكم في الرئاسة واضحة ، ورقيّكم بهذا الجهاز المهم أمر جليّ يراه كل ذي عينين .
وخاتمة رسائلي سأوجّهها لمن لن يقرأها ! ولا أظنه يعلم أنني كتبت له شكرًا ، أو أوردتُ فيه ذِكرًا ، أو حبّرت فيه صوتًا ! رسالتي هذه لإخواني ( عمّال النظافة ) ! فإنني تعجبت أيما عَجب من تراكض العمال على النظافة ، ومن حرصهم على أن تبدو (الجنادرية) أجمل ، وطرقاتها أنظف ! والعجيب هو الدأب والنشاط على مدار الساعة ، وهذا الذي جعلنا – نحن رواد المهرجان – لا نرى من المخلفات ولا معشار معشار ما يمكن تصوّره من مخلفات أعداد كبيرة كانت (الجنادرية) تستقبلهم كل يوم ، وإذا كان شكري هذا لن يصل إلى من باشر ذلك العمل الطيب ، فإني ( أجيّر) شكري إلى المسئولين عن هؤلاء العمال ، ذلك أن متابعتهم لهم سبب في عدم توانيهم عن القيام بما أوكل إليهم .
وقبل أن أضع القلم أحب أن أختم مقالتي هذه بعدة مقترحات لعلّ من شأنها أن تسهم في الارتقاء بهذه المناسبة الوطنية السعيدة في أعوامها القادمة ، ومنها :
1- أفضّل أن يوفر (سِوار) قابل لكتابة الاسم ورقم الجوال ، ليوضع في معصم (الطفل / الطفلة ) منذ دخوله مبنى القرية إلى خروجه منها ، بهدف الاتصال بأهله حال ضياعه عنهم ، والضياع أمر متوقع لا سيما في أيام نهاية الأسبوع ، ويمكن أن يستفاد في إعداد هذه ( الأسورة ) من المدن الترفيهية التي تتعامل مع الأطفال عن طريقها .
2- أقترح وضع أسهم ثابتة مميزة بألوان متغايرة تبتدىء من مدخل القرية بحيث تسير بالزائرين إلى الأجنحة بانسيابية ، لتضمن لهم الدوران الكامل أو شبه الكامل ، دون أن يكون الواحد – ولا سيما أوقات الذروة – كمن يدور في حلقة مفرغة ؛ يرى بعض الأجنحة عدة مرات ، في حين لا يتمكن من الوصول إلى كثير من الفعاليات ! ويمكن أن يكون لون هذه الأسهم الإرشادية بألوان تتفق وألوان المداخل ؛ بحيث يكون لكل مدخل لون واضح ، ويمكن أن يكون هذا اللون بارزًا في المدخل ( كالشعار له ) ، بحيث يعلم الزائرون أن اتباعهم هذا اللون كفيل أن يريهم القرية ، ويعود بهم إلى البوابة التي دخلوا منها.
3- ماذا لو توافرت (عربات خدمة) لنقل بضائع الزائرين ومقتنياتهم وهداياهم ، خاصة أن الأحمال قد تثقل في نهاية المطاف ، فلو وضعت عربات تأخذ (الأكياس) وتسلمها أصحابها عند البوابة لكان أفضل ، ويمكن لتنظيم هذه العملية أن يكون العامل الذي يستلم الأغراض من الزائر مميزًا برقم بيِّن على قميصه ، وذلك ضمانًا لعدم التلاعب بالأغراض ؛ لأن العامل إذا علم أنه مسئول عن محتويات هذه العربة فإن حرصه عليها سيزداد ، كما يحسن أن يكون هناك (كرت) من جزئين : أصل وكعب ، بحيث يتسنى لصاحب الأغراض استلام حاجاته من المسئول في البوابة بعد مطابقة رقم الأصل الموجود مع صاحب الأغراض برقم الكعب المرافق في مكان بارز مع العربة .
وفي الختام فما زال في الجعبة بعض الاقتراحات ، آثرت الإشارة إلى بعضها في هذه المقالة ؛ لأعود مختتمًا مقالتي بالذي افتتحتها به ، وبنيتها عليه وهو التقدم بالشكر لكل مخلص يحرص على هذا الوطن الغالي حتى يظهر لأهله والمقيمين فيه كما ينبغي أن يظهر به، وبحفظ الله دمتم.

د / إبراهيم بن عبد الله السماعيل

دارة الملك عبد العزيز
ias1429@gmail.com
22 / 4/1431 هـ