2010/03/10


بسم الله الرحمن الرحيم
عرض كتاب (عبد الله بن حمد الحقيل سيرة أدبية)
كتاب لا تشعر بأناملك حين تلامس أول صفحاته وإلا وهي في صفحته الـتسعين بعد المئة، لما في هذا الكتاب من التشويق ، والمتعة ، والفائدة ، اسم الكتاب ( عبد الله بن حمد الحقيل سيرة أدبية ) للمؤلف الأستاذ الأديب (عبد الله الزازان) ، ولكم كانت سعادتي كبيرة ذلك المساء الذي أهداني الأستاذ الكبير ( عبد الله بن حمد الحقيل ) هذا الكتاب ، أهدانيه بابتسامته العفوية التي لا تكاد تفارق محياه ، وعندما رجعت إلى منزلي سارعت إلى قراءته ليلتي تلك ، فشدني ما في الكتاب من تجارب شخصية لرجلٍ من رجالات هذا الوطن المعطاء ، السيرة الأدبية المبثوثة في هذا الكتاب القيّم لا تقف فائدتها على عرض سيرة الأستاذ القدير ( عبد الله بن حمد الحقيل ) مع أنها سيرة بحد ذاتها عاطرة تستحق الوقوف ، ولكن مما يزيد أهمية هذا الكتاب أنك تقرأ حقبة من تأريخ وطننا في مرحلة التأسيس ، حيث أهمية الريادة في كثير من الأمور ، ومن أجلها ميراث الأنبياء عليهم السلام ، التربية والتعليم ، وإنشاء المدارس، والسفر لافتتاح مدرسة في الشمال أو الجنوب أو هنا أو هناك من أطراف البلاد المباركة.
بدأ المؤلف الأستاذ عبد الله الزازان بكلمة للأستاذ الحقيل بعنوان (خلاصة تجربة ) ، ثم عقد المؤلف فصلاً بعنوان (تجارب وذكريات ) عرض فيها لبدايات دراسة الأستاذ الحقيل حيث كانت المرحلة الابتدائية في المجمعة المدينة الوادعة ، ثم ما تبع ذلك من مشقة السفر في الرحلة البرية الشاقة عبر الفيافي والمهامه والمفاوز والرمال للالتحاق بدار التوحيد بالطائف ، ومواصلة التعليم والتخرج في كلية اللغة العربية سنة 1378هـ ، ثم يجد القارىء ابتعاث الأستاذ الحقيل إلى أماكن عديدة في بيروت وأمريكا ، وما صحب ذلك من مواقف عديدة ، ثم نصل إلى مؤلفات أستاذنا الكبير (عبد الله الحقيل ) التي قاربت العشرين مؤلفاً ، بدءاً بكتاب ( كلمات متناثرة ) الذي نشر عام 1390هـ ، وشعار أستاذنا الكبير في مؤلفاته هو "خير القول ما صدق فيه قائله وانتفع به قارئه" ، ثم وصلنا إلى شِعْر الأستاذ الحقيل وموضوعاته المتنوعة،وفي (في مرآة المثقفين ) نقتطف ما كتبه الأستاذ حمد القاضي في إحدى مناسبات تكريم الأستاذ الحقيل ، حيث قال :" ...وكنت له رفيق سفر ، فما رأيته معانداً في رأي أو مغاضباً لصديق ، إنه لا يبتعد عن لغة الحلم ، ولم يبدل بها تبديلاً ، و لم أره طوال علاقاتي به غاضباً أو حانقاً أو منفعلاً ، إنه (بحيرة من الهدوء) في حالتي الغضب والرضا ..." ، ويذكر المؤلف في فصل خاص (الحوارات الصحفية ) مع الأستاذ عبد الله الحقيل ، وفي فصل هو غاية في المتعة والفائدة عنونه المؤلف بـ(أدب الرحلات) مقتبساً مادة هذا الفصل من كتاب قيم للأستاذ الحقيل بعنوان (رحلات وذكريات) ، حتى إن الأستاذ الحقيل يكاد يغنيك عن ( السَفَر ) بِدِقة وصفه في هذا (السِفْر) الجميل الذي سطرته أنامل الأديب الرحالة.
ثم نصل إلى ما حظي به الأديب الأستاذ عبد الله بن حمد الحقيل من حضور ثقافي واسع على مستوى العالم العربي ، من خلال (المؤتمرات والندوات والدراسات والأبحاث) التي قاربت الخمسين ما بين : مؤتمر ، وندوة ، وملتقى ، ومنتدى ، ومحاضرة ، في المملكة والخليج والدول العربية.
ويختم المؤلف فصول هذا الكتاب الماتع بـ(صور من التكريم) للأستاذ الكبير على مستويات رفيعة من مثل مقام خادم الحرمين الشرفين ( ولي العهد آنذاك ) حفظه الله تعالى ، ومثل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظه الله تعالى ، وأصحاب السمو ، والمعالي ، والسعادة ، ويشير إلى(مصادر ومراجع عن سيرة عبد الله بن حمد الحقيل)ويلحق الكتاب بصور للأديب الحقيل في (من ذاكرة الصور) .
وختاماً فإن عرض الأستاذ (عبد الله الزازان) لسيرة رجل في مستوى الأستاذ عبد الله بن حمد الحقيل ، إن هذا العرض يضيف على الساحة الأدبية إضافة بالغة الأهمية ، ويربط الجيل الحالي بالجيل السابق وفي كلٍّ خيرٌ ، ولعل في الوقوف على أمثال هؤلاء المؤسسين يزداد أهمية بضرورة المحافظة على هذه المقدرات الثقافية والمخرجات التعليمية التي تزخر بها بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية ، فشتان بين سواعدَ تبني ومعاول تهدم ، أيها الأستاذ الكبير (عبد الله بن حمد الحقيل ) لقد غرستم أشجار الزيتون فأكلت منها أجيال متتابعة ولسان حالكم يقول لجيلنا اغرسوا أيها الشباب في أرض وطنكم المعطاء فأرضه خصبة وتربته مباركة لعلها أن تؤتي ثمارها ولو بعد حين ، وكأني بوحي هذه السيرة العطرة يقول للجيل الناشىء : إن من كان يسافر إلى الحجاز مسيرة عشرة أيام صار يطير اليوم في الدرجة الأولى ليصل مبتغاه في سويعات ، فلا تتعجلوا الثمرة أيها الناشئة واقرؤوا مثل هذه (السِيَر) وواصلوا (السَير).

د/ إبراهيم بن عبد الله الغانم السماعيل

15/3/1428هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق