2010/03/23


بسم الله الرحمن الرحيم
الأمير ( بندر السديري ) مات ولم يغِب !

رحم الله الأمير ( بندر بن أحمد السديري ) ووالديّ والمسلمين ، رحل الأمير( بندر ) قبل سبع سنوات، وذِكره باق في الناس ، وكأنه حاضر في مجلسه الذي طالما عمره بالنُخَب من العلماء والمفكرين، والوجهاء والوزراء والدبلوماسيين ، ورجال الأعمال والفقراء والمحتاجين !
ذِكر الأمير الراحل ( بندر ) باقٍ بفضل الله تعالى إذ جعل له أولادًا صالحين ، يسيرون على ما كان أبوهم سائر عليه من الكرم ، وحب الناس ، وسروره بخدمة الآخرين
وينشأ ناشىء الفتيان فينا على ما كان عوَّدهُ أبوهُ
لقد كان اجتماع الخميس الماضي في مزرعة الأمير ( بندر ) رحمه الله ووالديّ والمسلمين خير دليل على أن المرء إذا كان عقبه أمثال الأمير (أحمد بن بندر ) وإخوانه الأمراء ( سلمان ونايف وتركي ) فإنه حيٌّ بين الأحياء ولو واراه الثرى ، ورُصّت عليه اللبنات منذ أعوام !
إن بِرَّ الأمير ( أحمد بن بندر ) وإخوانه لشاهد على حسن تربيتهم ، ومنارة على علو كعبهم في الأخلاق التي اقتبسوها من أبيهم الراحل ، إذ إن كلَّ مَن حضر ذاك المنتدى الأدبي العلمي الاجتماعي يشهد بجميل صنيعهم ، وحسن استقبالهم ، وكرم ضيافتهم .
ولعل أول ما يشدّ انتباه الحاضرين ، ويثير إعجاب ضيوف تلك الليلة ما قامت به اللجنة الفنية للمنتدى من إعداد ( فيلم وثائقي ) مصوّر عارضًا حياة سمو الأمير ( بندر ) منذ النشأة ، مشيرًا إلى مراحل تعليمه ، مع ذكر شيوخه في ( الغاط ) والذي أسعدني وشرفني أن يكون أول شيوخه المذكورين في هذا العرض هو عمي الشيخ ( سليمان بن محمد السماعيل ) رحمه الله تعالى ، وهكذا كنا نعيش مع هذا التوثيق الرائع وكـأننا نتقل معه من الغاط إلى دخنة إلى الملز فالناصرية .
حقًا لقد كانت تلك الليلة المباركة ليلة متنوعة المعاني ، جميلة المباني ، متعددة البرامج ، ثريّة الأطروحات، فإن شئت أن تستمع إلى حديث عن ( الإبل ) مقرون بالإعجاز العلمي فيها فستجد البرفسور المتخصص الذي يحدثك عن ذلك صوتًا وصورة، وإن تاقت نفسك إلى لذيذ الشعر ( فصيحه ، وعاميّه ) فإن مداخلات الشعراء سترويك وتغنيك ، وهو مجلس لم يخل من موعظة صادقة ، ونصيحة هادفة ، وكلمات مجرّبين ، وإبداعات شبابية مازجت بين الأصالة والمعاصرة .
ومن أجمل الجميل في ذلك المنتدى التميز في حضوره ، إذ ضم المجلس أصحاب السمو ، والمعالي والفضيلة ، والسعادة ، كما ازدان المحفل بالضيوف الكرام من خليجنا الغالي ، ووطننا العربي ، والأصدقاء غير العرب ، والكل – رغم كثرة عددهم – قد اتسع لهم صدر المضيف الكريم الأمير ( أحمد بن بندر ) قبل أن يتسع لهم مجلسه الفسيح ، فأنت لا ترى الأمير ( أحمد ) إلا مرحِّبًا بهذا ، باشًّا بذاك ، مستقبلا القادم ، وقائمًا للصغير والكبير ، حتى يكاد يرى أي ضيف في ذلك المجلس – مهما كان - أنه هو المدعو الرئيس فيه لما يجده من تواضع وحفاوة الأمير ( أحمد ) وإخوانه به وترحيبهم الصادق به بين وقت وآخر .
وإنني إذ أشكر أصحاب السمو الأمير ( أحمد ) وإخوانه على برّهم أباهم وإحياء ذِكره ، وتجديد الترحم عليه فإنني أسأل الله أن يزيد مثل هذه الصور المشرقة في سماء وطننا الأصيل ، وأدعو كلّ راغب في البر أن يحذو حذو هؤلاء الكرام ، ومن المقترحات لراغبي البرّ بوالديهم الراحلين أن يحرصوا على إقامة مراكز اجتماعية، ومؤسسات خيرية تخدم المجتمع وتقوم على سد حاجة المحتاج ، وإعانة الراغبين بالزواج، وقضاء الديون ، مع العناية بالمشاريع التعليمية ، والمناشط التربوية ، وخدمة الشباب ، وتثقيفهم ضد ما يُراد بهم من انحراف فكري أو خُلقي ، وإقامة الدورات ، وتعليم المهن التي تعين الفقير أن يعين نفسه ، ومن المستحسن أن تحمل هذه المراكز ( أسماء ) من نريد برّهم إحياءً لِذكرهم ، وتجديدًا للترحم عليهم ، ورُبّ دعوة ملهوف توافق باب إجابة تكون من خير البرّ وأعظم الوفاء .
وختامًا فإنني أسأل الله للأمير ( بندر ) ولوالديّ والمسلمين رحمة منه تعالى ، وأسأله أن يجعل في ذرياتنا أمثال هؤلاء الأبناء البررة ( أحمد ) و ( سلمان ) و ( نايف ) و ( تركي ) أبناء الرجل الذي مات ولم يغِبْ .

د / إبراهيم بن عبد الله الغانم السماعيل

ias1429@gmail.com
الجمعة 3 / 4 / 1431هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق