2010/03/09

مجلس سلمان شاهد عيان


بسم الله الرحمن الرحيم

مجلس سلمان شاهد عيان

ينتابني شعور الفخر كلما غشيت مجلس صاحب السمو الملكي الأمير ( سلمان بن عبد العزيز آل سعود ) أمير منطقة الرياض ، مجلس ذلك الأمير المحبوب ، الذي إن سكت نطقت عيناه بما يكن لمواطنيه من محبة ، ولزائريه من تقدير ، وإن نطق فلا تسل عن حكمة متدفقة ، وتجارب حياة عامرة ، وموروث معلوماتي يصح أن يُسمّى ( موسوعي ) ، وقدرة على ترتيب الكلام ترتيبًا منطقيًا ربما لا يتمكن منه من يكتب الكلام كتابة ، فضَلا عمن يرتجُله ارتجالاً كما هو الشأن مع الأمير ( سلمان ) !
في هذا المجلس العامر المتكرر انعقاده أسبوعيًا ، ترى العجب من إلمام سمو الأمير بقضايا التاريخ في عصوره المختلفة ، واستحضاره الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية – على صاحبها الصلاة والسلام – واستشهاد بأشعار العرب وقصصهم ، وربط ذلك كله بالواقع بأسلوب راقٍ بعيدٍ كلّ البعد عن التكلف ، يلقى على الحضور محاضرة فكرية في أسلوب ( حديث مجالس ) يأخذ بعضه برقاب بعض ، وتدعو الكلمة فيه أختها ، وترتبط اللاحقة بالسابقة ، ولا تنفر السابقة عن اللاحقة !
في مجلس الأمير ( سلمان ) إن شئت أن تطلع على الواقع المعاصر اطلعت عليه من رجل الواقع والمسئولية بنظرة ثاقبة حكيمة ، وإن شئت التحليق في سماء الفكر فإن الفكر الرزين ينصب إليك انصبابًا، وإن تاقت نفسك إلى حكمة شاردة أو مثل شائع فلن تفتقده في حديث سموه ، وإن تطلعت نفسك إلى ترويح في الحديث فإن الابتسامة الصادقة، والطرفة الحاضرة تتخلل أحاديث سموه وتزيّنه وتزيده قبولاً .
وفي مجلس ( الإثنين ) الماضي تطرق سموه إلى أحاديثَ أكادُ أجزمُ أنّ محاضرًا بارعًا ومتحدثَا مفوّهًا لو حاول محاكاته لأعياه الأمر ! فقد تحدث سموه عن قضايا عديدة، كان منها شهادته الجميلة لأبناء وطننا الغالي ، لشبابنا الكرام بأن ( الأغلبية الساحقة منهم متوسطون ) وأن من يخالف منهج الوسطية في مجتمعنا ( فئة قلية ) وهم على طرفي نقيض ، إما ( متشددون في الدين ) ، وإما ( لا دينيون ) والتعبير لسموه الكريم ، وأن كلاً من هذين الطرفين بتصرفاته يذكي فتيل الطرف الآخر ، ثمَّ شبههم سموه بتشبيه عصري بديع ، وهو أن الفريقين المتطرفين كفريقي ( كرة قدم ) كلٌّ يلقي الكرة على الآخر ، فيردها الآخر عليه ! ويا لَه من تشبيه – ليته وأمثاله مما يُهدى إلى كتب بلاغتنا العربية المحتاجة إلى ( عصرنة ) في بعض أمثلتها –
وما أجمل ما أشار إليه سموه في أسلوب يأخذ بالألباب عندما أشار إلى فرحه بمن يهدي إليه النصيحة بآدابها المعروفة مستشهدًا سموه بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصحيح " الدين النصيحة " ، مبيّنا أن مَن له حق فليبيِّنه بدليله ، ولو أن حقّه ( حُقيق ) كما يقول سموه متبسِّمًا ، وإن أعجب فَعجبي من رَجل بحجم الأمير ( سلمان بن عبد العزيز ) لم يُشغله منصبُ أو يُلهِه عمَلٌ أو تأخذه أضواء ، لم يُشغله ذلك كلُّه عن الحقيقة التي لا مراء فيها ولا جدال ، تلكم هي حقيقة الحياة أو كما عبَّر عنها سمّوه بأن الإنسان مهما بلغ فسوف يدخل في ( حُفيرة صغيرة ) ذلكم هو القبر ، ثم قال أين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأين مؤسس هذه البلاد ؟ وغيرهم الكثير كلهم في القبور الآن ! يا لها مِن موعظة أمير ، وموعظة الأمير أميرة المواعظ !
إنَّ متحدثّا مثل الأمير ( سلمان ) يملك أن يجبرك على الابتسامة لشاردة أوردها ثم هو في المجلس ذاته يلزمك – بطوعك – أن تغرورق عيناك بالدمع لموعظة صادقة نطق بها ، إن هذا المتحدث لهو أهل أن يُحبَّ ويُحترم ، ويُدعى له بظهر الغيب بكل دعاء صالح .
وإنَّ مجلس الأمير ( سلمان بن عبد العزيز ) الذي فيه يُرى احترام الرجال ، وصدق المحبة والوفاء ، وتجمع الأطياف ، وتعانق القبائل والأجناس ، إن هذا المجلس يصحّ أن يُطلق عليه دون مبالغة ( مجلس سلمان شاهد عيان ) حقًا إن مجلسكم يا سمو الأمير مفخرة العاصمة ( الرياض ) كما هو الشأن فيكم يا صاحب المجلس ، وبحفظ الله دمتم .

د / إبراهيم بن عبد الله السماعيل

23 / 3 / 1431 هـ
ias1429@gmail.com

هناك تعليقان (2):

  1. عبدالله المسند9 مارس 2010 في 9:20 م

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بداية احب ان أشكركـ على المدونة الرائعة التي أصبحت حلقة وصل بين إبداع قلمك ... وبين متابعينك والمعجبين به

    و بالنسبة للموضوع الأساسي
    فقد زدت إعجابي به إعجابا
    شخصٌ كريم .. من نسل كرام

    أبدعت بالوصف وكأني كنت مكانكـ في مجلس سموهـ

    من متابعين إبداعات قلمكـ على مدونتكـ الرائعه

    ابنك
    عبدالله

    ردحذف
  2. الدكتور ابراهيم السماعيل اسعدالله مساءك بكل خير واهنئك على افتتاح المدونة امل الاستمرار بنثر ابدعاتك النثرية مع عدم إغفال ماتعودناه منك من إبدعات شعرية وفقك الله وسدد على الخير خطاك

    ردحذف