2010/12/01

الإخوة والأخوات بعد التحية
هذه روابط لأربع قصائد في والدتي الغالية
نورة بنت عبد العزيز المانع
رحمها الله تعالى
أشرف بالاطلاع عليها وتحميلها ونشرها




إخوتي الأعزاء طلاب
( المستوى الأول - كلية اللغة العربية)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
فهذه روابط مقرر منهج
بلغ 121 ( تأريخ البلاغة )
وستحدث الصفحة تباعًا
كلما تم إلقاء المحاضرة إن شاء الله تعالى
متمنيا لكم العلم النافع والعمل الصالح
أخوكم
د . إبراهيم بن عبد الله السماعيل





‫مراحل نشأة البلاغةوتطورها - مرحلة الاستقرار ، النضج والازدهار.docx

مؤثرات النشأة.docx

مدارس التأليف البلاغي - أولاً المدرسة الأدبية.docx



‫‫مدارس التأليف البلاغي - ثالثًا المدرسة البديعية.docx


‫البلاغة في العصر الحديث عرض تاريخي .docx


أهم سمات البلاغة في العصر الحديث .docx


صلة البلاغة في العصر الحديث بالنظريات الأدبية والنقدية .docx


‫مدارس التأليف البلاغي - ثانيًا المدرسة العقلية(1).docx

الإخوة الأعزاء طلاب
( المستوى الثاني - كلية اللغة العربية )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فهذه روابط مقرر
( بلغ 320 - البحث والمصادر )
وسيتم تحديث الروابط تباعًا
كلما ألقيت المحاضرة إن شاء الله تعالى
متمنيًا لكم العلم النافع والعمل الصالح
أخوكم
د . إبراهيم بن عبد الله السماعيل


كتابة البحث .docx

إعداد الفهارس الفنية.docx


‫منهج التحقيق العلمي .docx



الإخوة الأعزاء طلاب

( كلية الدعوة والإعلام - المستوى الرابع )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد

فهذه روابط مقرر

( بلغ 146 - البلاغة النبوية )

وسيتم تحديث الروابط تباعًا

كلما ألقيت المحاضرة إن شاء الله تعالى

متمنيا لكم العلم النافع والعمل الصالح

أخوكم

د . إبراهيم بن عبد الله السماعيل

الحوار في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.docx


من بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح 2.docx


نماذج الكناية من الحديث الشريف.docx


‫من بلاغة التشبيه في الحديث النبوي - الحديث الأول - الأترجة.docx


‫من بلاغة التشبيه في الحديث النبوي - الحديث الثالث ( حديث البنيان واللبنة ).docx


‫من بلاغة التشبيه في الحديث النبوي - الحديث الثامن .docx


‫من بلاغة التشبيه في الحديث النبوي - الحديث الثاني - حديث النهر والصلوات الخمس.docx


‫من بلاغة التشبيه في الحديث النبوي - الحديث الخامس حديث ( مثل الأمة ومثل المطر ).docx


‫من بلاغة التشبيه في الحديث النبوي - الحديث الرابع ( المؤمن والنخلة ).docx


‫من بلاغة التشبيه في الحديث النبوي - الحديث السادس .docx


2010/09/05

وداعًا يا كرسي أمي


وداعًا يا كرسي أمّي !!


كان ضحى يوم الأربعاء 3 / 1 / 1430هـ هو اليوم الأخير الذي تشرفت فيه بأن أكون خادم أمي – رحمها الله تعالى – في كرسيها المتحرك الذي طالما كان لي معه ومعها صحبة !
( كرسي أمي ) فارقها أو فارقته ضحى ذلك اليوم دون عِلم أحد منا (نحن الثلاثة) أن ذاك الضحى هو آخر ساعة ستجمعنا معًا كما اجتمعنا أيامًا عديدة ، ذهبنا ذاك الضحى إلى مدينة الملك فهد الطبية لمراجعة اعتيادية ! ولكن الاستشارية أصرت على تنويم (أمي نورة) لأن حالتها لا تسمح بخروجها ، فرجعت مساءً أنا والكرسي دون أمي ، حيث مكثت أمي – رحمها الله – في المستشفى من ذلك الضحى 3 / 1 / 1430 هـ إلى أن كتب الله الخروج منه ضحى السبت 3 / 3 / 1430هـ ولكن هذا الخروج كان إلى مغسلة الأموات في جامع الراجحي ! وبالطبع خرجت محمولة ولم يصحبها كرسيّها !
وفي العشر الأواخر من رمضان المبارك 1431هـ أخذت ( كرسي أمي ) رحمها الله ، معي إلى مكة المكرمة لأجعله في المكان الذي طالما كانت ترتاح فيه حيث الحرم الشريف ، صحبت ( الكرسي ) وليس عليه ( أمي ) ! وطلبت من القائمين على خدمة ضيوف الرحمن أن يقبلوه ( وقفًا للمسجد الحرام ) ، وبكل أريحية ولطف أخذه أحد شبابنا السعوديين العاملين في المكان المخصص للعربات ليكتب عليه ( وقف للمسجد الحرام ) وودعني بالدعاء لمن كانت تنير هذا الكرسي – رحمها الله –
خرجت مودِّعًا ( كرسي أمّي ) وأنا أحمل معي أحمالاً من الذكريات !
أسائلك أيها ( الكرسي ) أتذكر مثلي عندما كانت ( أمي نورة ) رحمها الله تجافي ظهرها عنك حتى تخفف عليَّ دفع الكرسي !
أتذكر عندما كانت – رحمها الله – تقول لي بحضورك يا وليدي بإمكاني أن أمشي ، خلني أنزل تعبتك يا ولدي !
أظنك لم تشعر بها – رحمها الله – وهي تخرج من حقيبتها ما تفرح به العاملات والعاملين في المستشفى والممرضات بما تخفيها حتى عنك لئلا تحرج المحتاج !
لكنني أظنك كنت تراني وأنا أرتفع على الدنيا كلها حينما أنزل إلى موضع (قَدَمَيْ أمي) رحمها الله ؛ لأصلح لها موضع القدمين منك أيها الكرسي ، وهي تردد كلما تكرر مني هذا العمل ( الله يرفع قَدْرك يا ولدي ) .
أيها الكرسي هل كنت تشعر بالغبطة والسرور عندما تراني أقبِّل ( رأس أمّي ) رحمها الله أثناء سيرنا من وإلى العيادات وهي ترد على قبلاتي بقولها ( حبِّكْ ربّي ).
أيها الكرسي ما شعورك وأنت تستمع إلى أحاديثنا الطويلة التي أحاول بها أن أخفف على ( أمي ) رحمها الله طول الانتظار في ( شباك الصيدلية ) .
أيها الكرسي كيف كنت وأنا أدنيك جدا من باب السيارة حتى لا أضطر ( أمي ) رحمها الله أن تمشي خطوة واحدة !
وأخيرًا ( أيها الكرسي ) هل شعرت بي وأنا وأنت فقط عند الحرم عندما قبّلتك أنت قبلات ممزوجة بدموع تتوارى عن أعين المعتمرين ! نعم قبّلتك وأنا أستحضر ذلك الجسد الطاهر الذي كان عليك يومًا من الدهر ! قبّلتك ولكني لم أسمع هذه المرة ( حبِّكْ ربّي ) !
رحم الله أمي الغالية ( نورة بنت عبد العزيز بن غنيم المانع ) التي لا تزيدنا أيام فراقها إلا تعلقًا بها ، وشوقًا إليها .

د / إبراهيم بن عبد الله الغانم السماعيل

ليلة 27 رمضان 1431هـ

2010/06/14

وفي الجنات يا أمي اللقاء




وفي الجنّاتِ يا (أمّي) اللقاءُ

ماتت أمّي فَحَسب !!
أعتذر إليك أمّي عن هذه الأبيات التي لا تعادل شيئاً من حقّكِ عليَّ ، ولكنها نفثة مصدور ،

وهذه هي ( الزفرة الأولى )
( نورة بنت عبد العزيز الغنيم المانع )
رحمك الله إذ ودّعتِ حياتنا الفانية

صباح 3 / 3 / 1430هـ


أعزيكِ أ(لؤلؤةٌ) و(نَفسي)
و(إخواني) ، فمِنْ ربّي العزاءُ

لَقَدْ بُلِيَتْ (حبيبتُنا) بأمْرٍ
جَسيمٍ ، لِلحشا فيهِ اصطلاءُ

تَمَزّقَ (بطنُها) مِنْ كلِّ جَنْبٍ
وعندَ اللهِ للبلوى جزاءُ

تُعاني أمّنا (عَطَشاً) مُمُيتاً
أيُرْوِي بينَ (منديلينِ) ماءُ؟!

تحيَّرَ (طِبُّهمْ) في شأنِ (أمّي)
فما أجدى لأمراضٍ دواءُ !

مشايخُ يقرؤون كتابَ ربّي
على جَسَدٍ تغشّاهُ البلاءُ

فَكمْ كانتْ تنادي في خفوتٍ:
فيكْبو دونَ مَسْمَعِنا النّداءُ

إلهي ربِّ لا تُطِلِ البلايا
وعندَكَ مِنْ شديدتنا رخاءُ

أشَوْقاً للرّحيلِ إلى إلهي
(فأمّي) في ضيافَةِ منْ تشاءُ


دهانا الموتُ ، قوِّضْتِ خيامٌ!
رحلتِ أ(أمّي) أينَ لنا الغِطاءُ؟

لنا ( أمٌّ ) وأين وِزانُ ( أمٍّ ) ؟
عزيزٌ فَقدُها ، ذاكَ العناءُ

فوا حُزني (صباحَ السّبتِ) إنّي
فُجِعْتُ بها ، وللأجلِ انقضاءُ

هُرِعتُ إليكِ في المَشفَى لعلّي
أرى أمّي ، وقدْ سبقَ القضاءُ

على الصدرِ الحنونِ وضعتُ خَدّي
أغالطُ نفسي إن نفعَ الرجاءُ

أهامِسُها : أحقاً ذا رحيلٌ ؟!
أجسُّ النَبْضَ ! هل هُدِمَ البناءُ؟

فقبَّلتُ (الجبينَ) جبينَ طُهْرٍ
و(يُمناها) التي منها العَطاءُ

و(عينيها) وقدْ شَخَصَتْ لِرَبٍّ
و(يُسْراها) و(بَطْناً) لي وِعاءُ

و(ساقاً) حينَ مُدَّت جَنْبَ (ساقٍ)
و(بطنَ الرِجْلِ) حيثُ لها حِذاءُ

دعائي حينَها : رُحْماكِ ربّي
وثَبِّتْ (أختي) إذ فَدَحَ البلاءُ

أشرتِ بـ(أصبعِ التوحيدِ) أمّي
تمنّى ذا (الخِتامَ) الأتقياءُ


حُمِلْتِ إلى المغسِّلِ يا حياتي
فلولا الشّرعُ ما غُسِلَ الصّفاءُ!

و(لؤلؤةٌ) تُغَسِّلُكِ بِرِفقٍ
نقاءٌ باتَ يَغْسِلُهُ نقاءُ!

و(خالي) بعدَ تغسيلٍ أتاها
(أبو عبدِ العزيزِ) ، وذا ابتلاءُ

فَقَبَّلَها وحَشْرَجَ ثمَّ ولّى
علا منهُ أيا (أمّي) البكاءُ

أيا (خالي) عزيزٌ فَقْدُ (أختٍ)
ففي (ضَحَواتِكمْ) يحلو الصّفاءُ

وجاءَ (أبي) فَقَبَّلَكِ بِحُزن
دموعُ الصادقينَ لهمْ وفاءُ

(شريطُ الذكريات) طوَاهُ دَمْعٌ
(شريكة عُمرِي) يا أينَ الإخاءُ؟!

وفي الأكْفانِ (أمّي) أرى ابتساماً
(أحبّتها) دنا لهمُ اللقاءُ!


بِحَمْدِ اللهِ لَحَّدَها بنوها
(عليٌّ) (غانمٌ) ، ذاك السّناءُ

وقفْتُ على (شفيرِ القبْرِ) عصراً
دموعُ العينِ زادي والدعاءُ

صَمُوتٌ عندَ قبْرِكِ في ذهولٍ
أحقاً غِبْتِ عنّا يا ضياءُ

أسرَّ إليَّ (صالحُ) في خفوتٍ:
أ(إبراهيمُ) هلْ خُتِمَ اللقاءُ؟!

أ(صالحُ) كُفَّ ، لا تَزِدِ المآسي
فطأطأنا ، وزادَ بنا البكاءُ

أمَا والتُرْبُ قدْ غطّتْكِ (أمّي)
فغايةِ مُنْيَتي أني الفِداءُ!

وكيفَ يطيبُ عَيشي فوقَ أرضٍ
و(أمّي) تحتَها ؟ أنّى الهناءُ؟!

وما دامَ الثرى واراكِ (أمّي)
فكلُّ لذائذِ الدّنيا هَباءُ


أأذكرها ؟ محالٌ ! كيفَ أنْسى؟
أتُنْسى (الأمّ) ؟ ما هذا الهُراءُ؟

يراها القلبُ في إشراقِ صُبْحي
وتؤنسني إذا هجَمَ المساءُ

وجوفَ الليلِ كمْ زارتْ بطَيفٍ
وإنْ أرقدْ يطيبُ بها اللقاءُ


فَقدتُكِ فَقْدَ طِفلٍ في رَضاعٍ
شريدٌ ليسَ يحْميهِ الوِقاءُ

صَبِيٌّ إيْ وربّي دونَ (أمّي)!
وفي فَقدِ الحنانِ يُرى العَناءُ

مريضٌ إيْ وربّي دونَ (أمّي)!
جلوسي عندَ رِجْلَيها دواءُ


إذا ما نابني همٌّ ثقيلٌ
فضاقَ لديَّ عَيشي والفضاءُ

أجيءُ لها فتمْحَضني بِنُصْحٍ
وإنْ أخرجْ يصاحِبْني الدّعاءُ

سؤالُكِ عنّي في (الغدَواتِ) أمّي
هَناءٌ ما يوازيهِ هَناءُ

فـ(جوّالي) يُصَبِّحُني بدِفءٍ
سلامُكِ لي أيا (أمّي) حداءُ

بـ(بُرْهومٍ) تغنّي في سرورٍ
فيا للهِ هلْ فُقِدَ الغِناءُ؟

وكمْ غشّاكِ يا(أمّي) ارتياحٌ
(بمكةَ) حيثُ يهوى الأتقياءُ

نطوفُ بـ(بيتِ ربّي) في خُشوعٍ
بِطُهْرِ البيتِ مازجهُ النقاءُ

وفي (يوم الخميسِ) لنا فُطورٌ
إذ (الزيتونُ والبُرُّ) الغِذاءُ

وكمْ (وِرْدٍ) قرأناهُ جميعاً
إذا حلَّ الصّباحُ أو المَساءُ


يحِنُّ إليكِ (أمّي) كلُّ شيءٍ
(فِراشُكِ) فيهِ (عِطْرُكِ) و(الغِطاءُ)

(حليبٌ) ساخنٌ في (زَنْجبيلٍ)
و(هاتفُ) غُرفةٍ فيها الثواءُ

و(هَبُّودٌ) يُفَصْفَصُ ذا أنيسٌ
فَمُتْعَتُها إذا زالَ اللّحاءُ

و(أشْرِطَةٌ) تؤانِسُكِ بِلَيلٍ
(تلاواتُ) الكتابِ بهِ الشِفاءُ

ستفْقِدُكِ (دِلالُ البُنِّ) أمّي
وذاكَ (الزعفرانُ) لها طِلاءُ

و(دِيوانيّة) فيها اجتماعٌ
و(مِنفاخٌ) لِنَارٍ و(الفِناءُ)

وأين (جَريشُ) أمّي و(البوادي)؟
تُفاكِهُنا إذا حلَّ الشتاءُ


بكاكِ الكلُّ يا (أمَّاهُ) صِدْقاً
وفي (يومِ الوداعِ) بكَتْ سَمَاءُ!

بكاكِ الشِيبُ والأطفالُ طُرّاً
بكاكِ رِجالُ قومي والنّساءُ

بكَتْكِ (أراملٌ) تَرجوكِ عوناً
(يمينُ) البِرِّ غلَّفها الخفاءُ

وحتى (الخادماتُ) بكتْكِ (أمّي)
فليسَ بِقَلْبِ (أمّي) كِبْرِياءُ

بكاكِ (السائقون) ، أرى وجوماً
علا قَسَماتِهمْ ! أمْرٌ جلاءُ

بكَاكِ (صِغارُنا) شِعْراً ونَثراً
مشاعرُ كادَ يخفيها الحياءُ

فـ(تَفريحُ الصّغارِ) لها منارٌ
يطيبُ لديهمُ فيها التقاءُ

تنوّعتْ المآثِرُ فيكِ (أمّي)
لكِ في كلِّ معروفٍ دِلاءُ


ألا (أمّاهُ) نَامِي في هناءٍ
بحِفظِ اللهِ يحمينا الوِقاءُ

فلا تَخَشَي علينا مِنْ شتاتٍ
(بنوكِ) مع (الشقيقةِ) أوفياءُ

لـ(لؤلؤة) المعالي كلُّ وَصْلٍ
فَبِرُّكِ أنْ يظلَّ لها الوفاءُ

و(خالي صالحٌ) يا ريحَ (أمّي)
بقاءُ (الخالِ) في الدنيا رخاءُ

لـ(ليلى) بعدَ (أمّي) كلُّ حَقٍ
فـ(خالتنا) لها منّا الولاءُ

وفي (فضليّةٍ) للوصْل نبقى
بِوَصلِ (الخالِ) يا (أمّي) اهتداءُ

(منيرةُ) خالتي والبِّرُّ باقٍ
صداقَةُ ( أمِّنا ) فيكِ اصطفاءُ


رضِينا ما قضى الرحمنُ ربّي
لهُ التسْليمُ يفعلُ ما يشاءُ

وأجرَ (شهادةٍ) أرجوهُ (أمّي)
لكِ في (بَطْنِكِ) استشرى الوباءُ

سلاماً (أمّنا) ، ذِكراكِ فينا
وفي الجنّاتِ يا (أمّي) اللقاءُ


إذا حفِظَ الإلهُ لنا (أبانا)
ففيهِ وربّي يا (أمّي) العزاءُ


ابنك الفجيع بفقدك
د / إبراهيم بن عبد الله الغانم السماعيل
20 / 3 / 1430 هـ

أمي هدها الألم




بسم الله الرحمن الرحيم


تماثَلت أمّي للشفاءِ ، فما كادت الأرض تَسَعُنا من الفرحة بسلامَتِها ، ثمَّ ما لبثِت أن انتكست حالتها الصحية ، وفارقت البيت إلى المشفى ، والله نسأله أن يعجّل لها بالشفاء العاجل ، وأن يعيذها من عين الإنسان ، ومسّ الجان ، وكيد الشيطان ، فلتسلمي أمّنا يا ( أمَّ غانم )
يا نورَ الدنيا ، وعزّ الحياة ، والغنيمة في كلّ خير ، والمانعة من كلّ شر ، حقاً إنّ لكِ من اسمك نصيباً
( نورة بنت عبد العزيز الغنيم المانع )
إليكِ أتوجه بهذه الأبيات ، لعّلي أن أكتب قريباً أبيات سلامتك وعودتك إلى بيتك الذي أنت نوره وزينته :



واحَرَّ قلباهُ ! أمّي هَدَّها الألمُ
والجسمُ أُنحلَ لمّا مَسَّهُ السَّقَمُ

باتَتْ تُكَتِّمُ ما قدْ برى جَسَداً
صَبْراً ، وعلَّةُ هذا ( الأمْرِ ) تَحْتَدِمُ

أمّي يَعِزُّ علينا أنْ نرى ألَماً
وجُهْدُنا أمَّنا ذا الدمْعُ والأَلَمُ

أمّي براها الضنى مِنْ بَعْدِ نَكْسَتِها
الكفُّ قدْ نَحلَتْ والوَجْهُ والقَدَمُ


إنْ كان آلَمَكُمْ ما قدْ أصابَكُمُ
فإنَّ آهاتِكمْ في القَلْبِ تَحْتَطِمُ

إنْ نامَ غيريَ ملءَ الجَفنِ في دَعَةٍ
فإنني سَهِرٌ للهمِّ أقْتَسِمُ

أمّي أكَتِّمُ حبّا قد جرى بِدَمي
الدَّمْعُ يا أمّنا للمُختفي عَلَمُ

عُودي إلينا ، صِغارٌ نحنُ في كِبَرٍ
الكونُ إنْ عدتِ يا أمّاهُ يبْتَسِمُ

أمّاهُ لمْ يغنِ عنكِ الناسُ قاطبةً
لو آنَسَتْ عُرْبَهُمْ واسْتَضْحَكتْ عَجَمُ

أمّاهُ عودي إلينا ، الدارُ موحِشَةٌ
أرجاؤها كلّها مِنْ غيرِكمْ عَدَمُ

أمّاهُ عودي إلى أُنْسٍ وعافية
في قُرْبِكمْ أمَنا تُسْتَكْمَلُ النِعَمُ


الكلّ يشتاقُكمْ (بيتٌ) و(مِدْفَأةٌ)
(فِناؤكمْ) يشتهي لوْ حلَّتِ القَدَمُ

(سريرُكمْ) وَلِهٌ من وَجْدِ فُرْقَتِكمْ
كأنَّهُ بالذي قدْ نالَكمْ سَقِمُ

(مِذياعُكمْ) أبكَمٌ ما عادَ يُؤنِسُنا
يا شوقَ وقتٍ بِهِ (مِذياعُكمْ) كَلِمُ

(فيحاؤنا) تشتكي مِنْ فقْدِ (نورتها)
وإنَّ أنوارَها في بُعْدِكمْ ظُلَمُ

الكلُّ محبوبُكمْ ، والطّيبُ طَبْعُكُمُ
يزيدُ مِنْ طِيبِكمْ أفْعالكمْ وفَمُ


أُعيذكِ نَظَراتِ الإنسِ إنْ نظروا
ومِنْ مكائدِ شيطانٍ وما كَتَموا

إنْ كانَ آذاكُمُ إنْسٌ بِمَفْسَدةٍ
والجِنُّ عونٌ لهُ ، فاللهٌ منتَقمُ

(اللهُ حَسْبٌ لنا) في كلّ نازلة
اللهُ منقِذنا لو أجْلَبتْ أُمَمُ




ابنُكِ الذي يظلّ بِقُربك صغيراً

د/ إبراهيم بن عبد الله الغانم السماعيل

الخميس 12 / 1 / 1430هـ

2010/06/11

ذاكَ الحسيني




بسم الله الرحمن الرحيم








ذاكَ الحُسَينِيُّ



سعادة الشيخ الدكتور الأخ الكبير
عبد الرحمن بن عبد الله الحسيني


حفظه الله



أميرٌ في أخلاقه ، مَلكٌ في تصرفاته ، آتاه الله تعالى من حُسن الخُلق ما أرجو أن يبلغ به درجة الصائم القائم يوم القيامة كما جاء في الحديث الصحيح ، وهبه الله من اللين والتبسط ما جعله يألف ويؤلَف وهو بذلك – إن شاء الله – حقيق بقرب مجلسه من رسول الله صلى الله عليه وسلم - كما صحَّ بذلك الحديث ،


فإليك يا (آسرَ القلوبِ) بقلبك الكبير أهدي هذه الأبيات:


وَاهًا لأقوامٍ تبارَوا في العُلا
في حينِ نالَ المكْرُماتِ الأكبَرُ


ذاكَ (الحُسَينِيُّ) الذي مَنْ مِثْلُهُ ؟!
كَرَمًا وجُودًا والمُحَيّا مُسْفِرُ

ذاكَ (الحُسَينِيُّ) الذي أخلاقُهُ
بَحْرٌ تلاطَمَ أو محيطٌ يَزْخَرُ

ذاكَ (الحُسَينِيُّ) الذي منطوقُهُ
دُرَرٌ تفوحُ كما يفوحُ العَنْبَرُ

ذاكَ (الحُسَينِيُّ) الذي في فِكْرِهِ
نَظَرَاتُ شيخٍ بالصَّلاحِ مُدَثَّرُ

ذاكَ (الحُسَينِيُّ) الذي في قَلْبِهِ
قَمَرٌ مُنيرٌ أو صَبَاحٌ أنوَرُ

ذاكَ (الحُسَينِيُّ) الذي شَبَّهْتُهُ
نَخْلَ (الحَسَا) فيهِ النَّدَى مُتَجَذِّرُ


ذاكَ (الحُسَينِيُّ) الذي هُوَ آسِرٌ
بِجَميلِ طَبْعٍ ، يا لَنِعْمَ الآسِرُ

أَسْرٌ بأخلاقٍ تَتَابَعَ وِرْدُها
فَقُلُوبُنَا في أسْرِهِ تَتَشَكَّرُ

أَسْرٌ يَلَذُّ ! و لا نُريدُ فِكَاكَهُ
عَجَبًا لنا في أسْرِنَا نَسْتَبْشِرُ !


أخلاقُهُ مِنْ (والِدٍ) حينَ اقتَفَى
طابتْ فروعٌ حيثُ طابَ الجَوْهَرُ

مَنْ مِثْلُهُ ؟ ! وَرِثَ المَكارِمَ جُمْلَةً
واسألْ يُخَبِّرْكَ المَشَاهِدَ مُبْصِرُ

و(بنوهُ) حازُوا الفَضْلَ يومَ تَسَابَقُوا
في بِرِّهِ ، إنَّ الأبَرَّ مُظَفَّرُ


ذاكَ (الحُسَينِيُّ) الذي في ذِكْرِهِ
زَينُ القصيدِ ونَثْرِهِ إذ يُنْثَرُ


أخوكم
د / إبراهيم بن عبد الله السماعيل



20 / 6 / 1431هـ


6 / 6 / 2010م

مكرّمة ألؤلؤة المعالي


بسم الله الرحمن الرحيم


مُكَرَّمَةٌ ألؤلؤةَ المَعَالي !!

أختي المكرَّمة / لولوه بنت عبد الله الغانم

لا أطيل في تعريف (المَعْرِفَة) ، فإليكِ أختي (المُكَرَّمة) مع خالص التحية أهدي هذه الأبيات :


مُكَرَّمَة أ(لؤلؤةَ) المَعَالي
مُكَرَّمَة فَدَيْتُكِ كلَّ غالِي

مُكَرَّمَة وإنْ رَغِمَتْ أنُوفٌ
محلُّ الشّمسِ في أعلى مجالِ

مُكَرَّمَة بَقِيَّةَ مَنْ فَقَدْنَا !
مَحَلّكِ مِثْلُها في القلبِ عالي

مُكَرَّمَة فأنتِ بعْدَ (أمّي)
لنا دِفءٌ أيا نورَ الليالي


مُكَرَّمَة بِخَيرِ أبٍ لَديهِ
مَكانَتُكِ مع القمم العوالي

مُكَرَّمَة بِزَوجٍ مِنْ تميمٍ
إليهِ تُشَدُّ أطرافُ الرّحالِ

مُكَرَّمَة بِـ(هَيفاءٍ) و(نُوفٍ)
مُكَرَّمَة أيا أمَّ الرّجَالِ

مكانُكِ سامِقٌ لا شكَّ فيهِ
فأينَ السَّفحُ مِنْ شُمّ الجبالِ ؟!

حَمَلْتِ فضائلاً فَرُمِيتِ حِقْدًا
ولا يُرْمَى مِن الشّجَرِ الخوالي !

وأنتِ (العُودُ) يُحْرِقُهُ أناسٌ
فَيُبْهِجَهُمْ ! أصِيلٌ لا يبالي

نَفَلْتِ الجِيلَ مُنذُ نشأتِ قَبْلاً
فَبِرُّكِ لا يُوَفّيهِ مَقَالِي

بِبَيتِ(غُنَيمَ) قمْتِ بلا مَثيلٍ
بِبِرٍّ حيثُ كُنْتِ لِخَيرِ آلِ

فَـ(مِزْنَة) كَمْ لَزِمْتِيها بِبِرٍّ
بَلَغْتِ بِها مَدَارِجَ خيرِ حَالِ

وَ(نورةُ) قَدْ قَضَتْ للهِ نَحْبًا
صَحِبْتِيها بِخَيرٍ كَالظِّلالِ

مآثِرُ فيكِ لو جُمِعَتْ لَعَمَّتْ
بِحارَ الشّرقِ أو صَحْرا الشِّمالِ

أَميرَتَنا ! وسيِّدَتي ! وأختي
لكِ التقديرُ مِنْ دونِ اختِزالِ

وعِطْرُ قصيدتي أنْ قُلْتُ فيها :
مُكَرَّمَة أ(لؤلؤةَ) المَعَالي


أخوكِ المُتَشَرِّفُ بأخوَّتِكِ
د / إبراهيم بن عبد الله الغانم السماعيل

21 / 6 / 1431هـ 6 / 6 / 2010م

2010/05/29

صبرًا أميرنا البار


بسم الله الرحمن الرحيم



صبرًا أميرَنا البارّ
ورحم الله والدَتكم ( الساجدة )


رحم الله والدة سمو الأمير ( أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن آل السعود ) ووالديّ وجميع المسلمين ، فلقد كان عصر الأربعاء 12 / 6 / 1431هـ عصرًا مهيبًا حزينًا ! لقد اجتمعت الجموع المختلفة الطبقات متبعة جنازة والدة سمو الأمير الصالح ، جنازة اجتمع فيها الأمير والمأمور ، الصغير والكبير ، الغني والفقير ، حتى أمست تلك الجنازة ( جنازة شعبية ) فيها المجتمع بألوان طيفه كاملة.
والمشهد الذي لا يمكن – لمن حضر تلك الجنازة – أن ينساه هو ما تمتع به أميرنا المحبوب ( الأمير أحمد ) من صور البرّ بوالدته الراحلة – عليها وعلى والدتي والمسلمين رحمة الله – فمن صور البر أن لازم الابن البار والدته المسجاة في سيارة الإسعاف ، وكأني به يحاول أن يملأ عينه من الجسد المغطّى ولو لمزيد دقيقتين أو ثلاث ( زمن المسافة بين المسجد والمقبرة ) ، إنها صورة تنطق بكل معاني البرّ ، وتوحي بهول المصيبة ، ولوعة الفراق !
يا ترى ما الذي خطر في بالكم – يا سموَّ الأمير – وأنتم تصاحبون والدتكم في المشوار (الدنيوي) الأخير ؟! هل استذكرت يوم أن كنت تصحبها وأنت طفل صغير ؟ هل تذكرت عندما ركبت معكم في بدايات قيادتكم السيارة ؟ وهي ترى كيف كَبُرَ طفلها فأصبح رجلاً ؟ يا ترى ما عساها أسعفتك الذاكرة في تلك اللحظات الوداعية ؟!
ولقد زاد ذلك الموقف خشوعًا وإجلالاً عندما أنكر سموّ ( الأمير البارّ ) إنكارًا شديدًا على من أراد من سموّه ألا ينزل في القبر لمواراة والدته الثرى ! أنكر سموّه ذلك الأمر إنكارًا مصحوبًا بالعَجَب ! وعجَبًا محمّلاً بألفاظ الإنكار ! كيف تريدني ألا أنزل في قبر أمّي ؟! ولسان حاله يقول : كيف أفرِّط في مزيد من الوقت أكون فيها أقرب إلى ( جَسَد أمّي ) ؟! كيف أزهد في ملامسة الجسم الحنون ، والأم الرؤوم ملامسة لا عودة لها قبل يوم الحشر !! نزل سمو الأمير الصالح في قبر والدته وقام بإنزالها في قبرها ، ووضعها في لحدها ، وحلِّ رباط كفنها ! ويا لها من لحظات !! أنَّى للوصف أن يحيط بها !
ولما انتهى سموّه من صف اللبنات ، وكان آخر الخارجين من القبر ، ازدحم المعزّون للقيام بواجب العزاء، إلا أن سموّ ( الأمير المصاب بأغلى الأحباب ) ترك المعزّين – مع احترامه إياهم – ورجع إلى القبر ليكمل أعمال الدفن ، فيهيل التراب ، ويحمل ( عربات أحجار البحص ) ، ويرش الماء ، ولما تمَّ القبر على السُّنة - كما هو الحال في عموم قبورنا في هذه البلاد والحمد لله على المنّة بظهور السُّنة – لما تمَّ ذلك قام أميرنا الصالح على قبر والدته القيام المشروع ؛ حيث وقف حيال رأسها ولهج بالدعاء ، وما أحوجها ذلك الوقت إلى الدّعاء " ...أو ولدٍ صالحٍ يدعو له " .
سموَّ الأمير كأنّي بكم والحال تلك تردِّد معي :

أمَا والتُرْبُ قدْ غطّتْكِ (أمّي)
فـغايةِ مُـنْيَتي أني الفِداءُ!

وكيفَ يطيبُ عَيشي فوقَ أرضٍ
و(أمّي) تحتَها ؟ أنّى الهناءُ؟!

وما دامَ الثرى واراكِ (أمّي)
فـكـلُّ لذائـذِ الـدّنيا هَباءُ


سموَّ أميرنا المحبوب ، إنّ مما يخفّف المصاب ، ويطوي الأحزان ، وينسي الآلام ، ما وفَّق الله تعالى إليه والدتكم الراحلة من ( حُسنِ الخِتام ) ، وأيُّ موت أطيب من موتٍ على سجادة الصلاة ؟!
إنَّ رحيل والدتكم الكريمة طاهرة مصلية ( ساجدة ) لله رب العالمين لرحيلٌ مبارك – هكذا نحسبها والله حسيبها ولا نزكيها على الله تعالى – ألم يقل الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - : " يُبعَثُ المرءُ على ما ماتَ عليه " ؟ وما أطيبه من بعث يوم يقوم الناس لربّ العالمين ، وتقوم فقيدتكم الغالية تنادي ( سبحان ربي الأعلى ، سبحان ربي العظيم ) ! ألسنا نؤمن بقول رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم - : " إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا استعمله " قالوا : كيفَ يستعمله يا رسولَ الله ؟ قال عليه الصلاة والسلام : " يوفقه لعملٍ صالحٍ ثم يتوفاه عليه " ، الله أكبر ما أعظم فضل الله على عباده ! هو الذي يوفقه للعمل الصالح ، وهو الذي يتوفاه عليه ! ولعلَّ من هذا الباب ما ورد عن بعض السلف أنه كان يكثر من سؤال الله تعالى ( الميتة الحسنة ) فقيل له ، وما الميتة الحسنة ؟ قال : أن يتوفاك الله وأنت ساجد !
أميرَنا البارّ ، إنَّا لنرجو من الله تعالى أن تكون والدتكم الراحلة قد لقيت أجر أيتامٍ وأراملَ طالما رعتهم وكفلتهم أيام حياتها ، والله كريم لا يضيع أجر مَن أحسن عمَلاً .
أسأل الله تعالى للفقيدة الكريمة ولوالدتي وجميع المسلمين مقعد صِدقٍ عندَ مليك مقتدر ، وأن يحسن لنا جميعًا الختام ، فإنما " الأعمال بالخواتيم " !
أعانكم الله – يا سموَّ الأمير – على هذا المصاب الجَلَل ! وملأ قلبكم بالرضا والاطمئنان، وألهمكم وذويكم بَرْدَ السلوان ، واحتساب الأجر من الكريم المنان .
ومسك ما أختم به مقالتي أن أذكّر بما رواه الإمام أحمد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها وإن طال عهدها – أي قدُم عهدها – فيُحْدِثُ لذلك استرجاعًا ، إلا جدد الله له عند ذلك فأعطاه مثل أجرها يوم أصيب " ، وبحفظ الله دمتم .






د / إبراهيم بن عبد الله السماعيل

السبت 15/ 6 / 1431هـ

2010/05/19

الأيتام أولى بهللات الصيدليات



بسم الله الرحمن الرحيم

الأيتام أولى بهللات الصيدليات


كثيراً ما يخطر في بالي كُبرى المبادرات التي رُبما بدأت من صِغار الاقتراحات ، ومِن ذلك ما نشرته الصُّحف قبل أيام عن خبر مفاده أنَّ شركة العثيم ممثلة بصاحب الابتسامة المشرقة ، والروح المحبة للعطاء الشيخ (عبد الله بن صالح العثيم ) قد سلموا (شيكاً) بمبلغ يزيد على نصف مليون ريال لإحدى فروع مؤسسة سلطان الخيرية ، والشاهد من الخبر أنَّ هذا المبلغ كان حصيلة ( هللات ) يتبرع بها المشتري من أسواق ( العثيم ) إذا كان في فاتورته ( بضع هللات ) زائدة على الريال الصحيح ، والخبر يعبر عن نفسه ، دون مزيد تعليق ، فكم هو عظيم أن يصل مبلغ بهذا القدر إلى المحتاجين ، مع أنَّ أصل المبلغ ( اجتماعُ الهللِ ) .
ومن هنا فكمْ يشرفني أنْ أرفع إلى مقام سمو أميرنا الكريم الأمير سلمان بن عبد العزيز ذي اليد الحانية ، والعين التي لمصالحنا تظلَّ ساهرة ، أرفع إليكم يا ( أبا الأيتام ) هذا الاقتراح : ماذا لو اُستفيد من الهللات التي أصبحت شبه ملازمة لبعض ( الأدوية ) ، بدءاً بالمسكنات كـ(البنادول ) ، وانتهاءً بالأدوية التي تتجاوز المئين من الريالات ، يا ( أبا الأيتام ) أليس أنفعَ للمتبرع وللأيتام أن تذهب ( هللات ) الأدوية إلى اليتيم الذي كفالته – ولو بهللات – سببٌ لمرافقة النبي – ‘ – في دار النعيم ، كما صحَّ بذلك الحديث .
إنَّ وصول هذه ( الهللات ) إلى الأيتام أحبُّ إلينا من ( مناديل ) يضعها الصيدلي مع كيس الأدوية تقابل ( الهللات ) التي فوق القيمة ، هذا إذا كان في الصيدلي ( ذوق ) وأراد تطييب خاطر المشتري ، ولم يتغافل عنه وعن هللاته ، إنَّ ( مناديل الجنة ) التي ربما نفوز بها من تبرعنا لليتيم خير لنا من مناديل الصيدلية مهما كانت فاخرة .
اقتراح آمل أنْ يفوز بأجر تطبيقه ( أبو الأيتام ) صاحب السمو الملكي الأمير سلمان الذي طالما خصصتُه بالدعاء في ظهر الغيب مقابل أياديه البيضاء عامة ، ومعروفه الواصل ذوي كاتب هذا المقال خاصة ، والتي منها ما يُعرف ومنها ما هو للناس غير معلوم ، وأرجو أن يكون عند الله معلوماً ، وأن يكون سمّوه عليها مأجوراً .

د/ إبراهيم بن عبد الله الغانم السماعيل

15/10 /1428هـ

دكتور أشياخ وشيخ دكاتر


بسم الله الرحمن الرحيم دكتور أشياخٍ وشيخ دكاتِرٍ في ( تونس ) الخضراء ، وفي رحاب جامعة ( الزيتونة ) العريقة كانت المناسبة السعيدة بمنح فضيلة الشيخ / علي بن عبد العزيز النشوان - حفظه الله تعالى - الدرجة العالمية ( الدكتوراه ) فهنيئًا لفضيلة الدكتور ( علي ) هذه المنزلة ، وهنيئًا للدرجة العلمية بالدكتور (علي ) ، فهو للشهادات فخرٌ ومنقبة ، وبهذه المناسبة كانت هذه الأبيات : بِمِثْلِكَ يا دكتورُ تزهو المناصبُ وتسمو بِفِعْلِ الأكرمينَ المناكبُ وتَشْتاقُكَ العلياءُ ، أنتَ وصيفُها وأنتَ لِجُلِّ المكرماتِ المُصَاحِبُ فِعالُكَ يا دكتورُ أعلى شهادةٍ بِسَمْتِكَ تعلو ، والحياةُ تجارِبُ شهاداتُنا العُليا بِمِثْلِكَ فَخْرُها بِـ(تونسَ) نِعْمَ العلمُ يا نِعمَ طالبُ لـ(زيتونَةٍ) شكرًا ومنها تشكُّرٌ ففخْرٌ لها إذ قدْ حوتْكَ المراتبُ فخرتِ أيا ( دالٌ ) بِصُحْبَةِ ماجدٍ ( عليٌّ ) إلى العلياءِ والفألُ ساحِبُ ويحْلو لِحرفِ (الدالِ) أن باتَ صاحبًا فَذِكْراكَ في ذِكْراهُ واللهُ واهبُ يُنادي بِتكرارٍ : (عليٌّ) مصاحبي وإنِّي بـ(نشوانِ) المحامِدِ راغبُ أيا (دالُ) قد فُقْتِ بقيّةَ أحرُفٍ " كأنّكِ شمسٌ والحروفُ كواكِبُ "! و(دالٌ) ! وما (الدالُ) التي فيكَ أُفرِدَتْ ؟ فَحَقُّكَ يا شيخُ الحروفُ تَصَاحَبُ ودونَ شهاداتٍ فإنَّكَ رائدٌ منابعُكُمْ طابتْ فطابتْ مشارِبُ فَفِكرُكَ وقّادٌ ورأيكَ صائبُ وفيك أيا زينَ الرّجالِ الرّغائبُ بِخَمسَةِ أعوامٍ سَعِدتُ بِقُرْبِكمْ ألا ليتَها خمسونَ يا نعمَ صاحبُ رأيتُكَ يا شيخُ أنيسَ مجالِسٍ فوائدُكمْ تترى وفيها العجائبُ تُفاكِهُنا مِن كلِّ لونٍ ألَذَّهُ وتَذكُرُ أوصافًا ، وذو الوَجْدِ لاهِبُ ! تُؤانِسُنا في ذِكْرِ ما لا يزيدُنا تَذكُّرُها إلا الجوى والمتاعِبُ ويا رُبَّما أسْهَبْتَ في وصفِ حُسْنِها وعُذرُكَ يا شيخُ المريدُ المشاغِبُ تحثُّ إلى العليا وتُبدي جَمالَها وما وَصْلُها هَونٌ ولا الدّربُ لاحبُ ترى أنَّ بَذلَ النَّفسِ في العِزِّ زِينةٌ وأنَّ التّراخي والخمولَ المعايبُ لـ(دكتورِ أشياخٍ) و ( شيخِ دكاتِرٍ) تحياتُنا إذ لم تَشُبْها الشّوائبُ وَوُقِّيـتَ يــا شــيخُ المكــارهَ والأذى و لازلــتَ في سَــعْدٍ وجَـدُّكَ غالــبُ د / إبراهيم بن عبد الله السماعيل 10 / 4 / 1431 هـ

مواقف من مستشفى النقاهة




بسم الله الرحمن الرحيم

مواقف من مستشفى النقاهة
يرويها :
إبراهيم بن عبد الله السماعيل
1416هـ


الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله القائل : - تعالى - (وما بكم من نعمة فمن الله )والقائل : - سبحانه - (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) ، والصلاة والسلام على إمامنا ونبينا محمد القائل – وهو الصادق المصدوق – " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ " رواه البخاري ، والقائل عليه أفضل صلاة وأتم تسليم " من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا " رواه الترمذي وابن ماجه أما بعد:
فإن الصحة أيها الإخوة نعمة عظيمة جسيمة كبيرة لا يقدر قدرها إلا من فقدها ؛ فهي تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى ، ومن هنا فقد اخترت لكم صوراً من حال بعض إخواننا المرضى في مستشفى النقاهة ، راجياً من الله – تعالى – لهم الشفاء ، ولنا ولكم دوام الصحة والعافية ، وأن يحيي قلوبنا بمثل هذه القصص ، والآن إلى أولاها :

( 1 ) انظر إلى هذه الصورة الدامية المبكية المؤلمة : شاب في مقتبل العمر ، قد أنهى دراسته الثانوية ، ثم التحق بالجامعة ، ولكن قدر الله – تعالى – سبق إليه ، فأصابه حادث في سيارته حينما كان في طريق من طرق أعماله في حاجة من حوائجه ، فنتج عن هذا الحادث المروري أن أُصيب هذا الشاب بشلل ألزمه الفراش ، وزيادة على ذلك فقد أُصيب في رأسه إصابة أفقدته الكلام ، فأصبح يراك ويسمعك ، غير أنه لا يستطيع أن ينبس ببنت شفة ، فلم يعد قادراً على الكلام ، و قد وُضع على صدره منشفة لتحفظ ملابسه من البلل ؛ لأنه لا يملك الخارج من فمه وكأنه طفل رضيع .
أما عن طريقة التفاهم معه فإنك تسأله عن اسمه ؟ فيحرك يده بصعوبة بالغة ليشير إلى مجموعة حروف متقطعة في حجره ، ومن مجموع الحروف تستطيع معرفة اسمه ، فيشير إلى حرف ( التاء ) ثم ( الراء ) ثم ( الكاف ) ثم ( الياء ) ، فتفهم بعد هذه العملية كلها أن اسمه ( تركي ) ، فالله المستعان ، ولله الحمد والشكر .

( 2 ) ثم رأينا رجلاً كهلاً عمره بين الأربعين والخمسين تقريباً ، قد اضطجع على ظهره والمتخصصون يجرون له العلاج الطبيعي ، وهو لا يحرك يديه ولا يملك حراك قدميه ، ولما سألناه عن سبب ما هو فيه أخبرنا أنه كان صاعداً على عمارة ليشرف على بنائها فسقط من أعلاها وأُصيب بما أُصيب .
أما المدة التي أمضاها على ظهره فإنها ثمان سنوات وأربعة أشهر ، يُغير له كما يُغير للطفل الصغير ، يزيل الناس عنه أذاه ، وينظفونه كل ساعتين ، مع القيام بتغسيله كل صباح ، ولله الحمد على نعمه .

( 3 ) وأما الشاب الآخر فاسمه ( عائض ) ، كان سائراً في سيارة مع صديقين له بسرعة ( 150كم ) تقريباً فاختل توازن السيارة مما أدى إلى حادث مروع مات فيه أحدهم ، وسلم الثاني ، وأما صاحبنا ( عائض ) فهو على فراشه منذ ثمانية أشهر ، لا يحرك إلا رأسه ، قد أُمدَّ كما يُمد الميت ، ولله الأمر من قبل و من بعد .

( 4 ) وهذا شاب اسمه ( حمود ) كان يعيش في آمال واسعة ، كما يؤمل غيره من أترابه الشباب ، فقد توجه إلى ( وادي الدواسر ) ليلتحق بالدفاع الجو ي ، وهو في طريقه لهذه الآمال ، وتلكم الأحلام ، وهاتيك الأماني ، يُصاب بحادث يلقيه مقعداً لا يتحرك إلا بصعوبة بالغة ، إذ يحرك يديه ورجليه بالأجهزة ، وقد ثقُل كلامه، وهو على هذه الحالة منذ خمس سنوات ، و لا حول و لا قوة إلا بالله .

( 5 ) ورأينا شيخاً في الخمسين من عمره ، يبتسم في وجهك ويصافحك ، ويحرك نفسه بواسطة (كرسي) للمعاقين ، فقد أُصيب بحادث مروري قبل عشر سنوات ، نتج عنه إصابته بشلل نصفي ، فما دون الحوض لا يملك منه حراكاً ، وإلى الله – تعالى – المشتكى .

( 6 ) وهذا رجل فلسطيني اسمه ( عبد الحليم ) أتيناه وهو يردد آيات القرآن الكريم ، فقد حفظ في مرضه هذا ما يزيد على خمسة عشر جزءاً ، مع أنه يحتاج إلى من يفتح له صفحات المصحف ، فإذا انتهى من صفحة فإنه يحتاج إلى من يفتح له الصفحة الأخرى ؛ لأنه قد أُصيب بشلل رباعي من جراء حادث مروري منذ عام 1407هـ ، و( كيس بوله) – كرمكم الله تعالى – ملازم له ، ولقد دخلنا عليه ذات يوم فإذا ( كيس بوله ) فوق حجره ، وقد أُحرج إحراجاً أسأل الله – تعالى – ألا يحرجني ولا إياكم هذا الإحراج ، فهو لا يستطيع تغطيته، ولا شك أنه غير راغب أن نراه في هذا المنظر ، فلله الحمد على نعمائه .

( 7 ) ورأينا رجلاً اسمه ( مرضي ) شاب في عنفوان الشباب أُصيب بحادث مروري أيضاً ، فأُصيب بشلل رباعي مباشرة ، فهو منذ ما يزيد على ( عشر ) سنوات مضطجع على فراشه ، ينادي بأعلى صوته ونحن في الممرات فلما جاء الأخصائي الاجتماعي ليرى ما سبب ارتفاع صوته ؟ وما المشكلة التي أصابته ؟ ماذا دهاه؟ ما الذي حدث ؟ أي كرب حصل لهذا المريض جعله ينادي بأعلى صوته ؟ فرأينا عجباً من العجب ! رأينا والله ما هالنا ! أتدرون لماذا ينادي ؟ لماذا يصيح مستغيثاً مستنجداً ؟ إنه يريد من أحدنا أن يرفع الغطاء عن وجهه فقد آذاه، وهو لا يستطيع أن يزيل غطاءه عن وجهه إلا عن طريق غيره ، إنْ آلمه البرد استنجد بغيره ، وإنْ آذاه الحرّ استغاث بسواه ، فلله الحمد والشكر على نرفل به من نعم عظيمة .

( 8 ) وأما الأخ ( محمد عبد الله ) من السودان فهو يسير على ( كرسي ) كهربائي يقوده بأصبع بيده اليمنى التي لا يحرك غيرها ، أما سائر أطرافه فلا يحرك منها شيئاً ، وهو على هذه الحالة منذ ما يقارب ( تسع ) سنوات بسبب حادث مروري والحمد لله .

( 9 ) ودخلنا على غرفة رجل اسمه ( نابت ) كان سائقاً لسيارات السفر الكبيرة ، فأصيب بحادث قبل (ثمان ) سنوات انتقل بسببه من السفر والتنقل والذهاب والإياب إلى ملازمة الفراش ، فلا يداه تخدمانه ، و لا قدماه تنقلانه ، بل إنه قد وُضع بجانب رأسه وهو مضطجع جرس إذا أراد حاجة مدَّ رأسه إلى الجرس ليعض عليه بأسنانه فيأتيه من يساعده ، ومساعدته تعني المساعدة بكل ما يحتاج ؛ لأنه لا يملك غير رأسه حتى ربما هيأ له غيره حبات المكسرات ، وأزال عنها قشورها ليأكلها .

( 10 ) وعن حال بعض المرضى يقول أحد العاملين : إن أحدهم ينادينا ، فإذا أتيناه قال : من فضلك أزل الذباب عن وجهي فقد آذاني ولا أستطيع طرده !!

( 11 ) أما قسم الغيبوبة ، فقد رأينا رجلاً مصاباً بالضغط والسكر وهو غائب عن الوجود منذ ( عشر ) سنوات ، لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر ، بل إنه ملازم لفراشه ينتظر فرج ذي الفرج ، والتنفيس ممن بيده التنفيس سبحانه .

( 12 ) ودخلنا على غرفة فيها غلام عمره ( سبع عشرة ) سنة قد أصيب بحادث قبل ( ثلاثة ) أشهر ، فقد فيها وعيه ، فهو في غيبوبة تامة .

( 13 ) ورأينا رَجُلين قد جيء بهما قبل ( خمسة ) أشهر لا يشعران بوجودهما لإصابتهما بالغيبوبة .

( 14 ) ورأينا شاباً قد أوثقت يده بسريره ، فربطت يده اليمنى ؛ لأنه لا يحرك غيرها ، فلما سألنا عن سبب ربط يده قالوا : لأنه يحركها حركة لا شعورية فيضرَّ نفسه بخدش أو سقوط ، أو إزاحة غطاء ، أو كشف عورة ؛ لأنه لا يشعر بما حوله .

( 15 ) ورأينا من يرفع صوته بالشخير ، لكنه لا يشعر بمن حوله ، وإذا به مصاب بالضغط والسكر ، وهو مقطوع لا أقارب له .

( 16 ) ورأينا من يتلوى ويتأوه تأوهاً يذيب الحجارة الصلبة ، ويبكي العيون ، ويدمي القلوب ، فتارة يقبض على سريره بكل ما أوتي من قوة ، وتارة يطلقه ، وهكذا وهو مع ذلك لا ينفك عن التأوه والتوجع ، والله أعلم بمدى بما يشعر من آلام ، وما يقاسي من أوجاع ، فعسى الله ألا يحرمه الأجر .

( 17 ) ورأينا شاباً عمره ( سبع عشرة ) سنة قد وُلد لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم مع غيبوبة ونقص عقلي فلله الحمد .

( 18 ) ورأينا شاباً اسمه ( مرضي ) فيه ماء البهاء ، ونضرة الشباب ، إذا رأيته يُخيل إليك أنه مُعافى ، فعيناه ترمشان غير أنه في حقيقة أمره قد أصيب بغيبوبة كاملة ، وذلك في حادث مروري قبل ( شهر ) ، نقله الحادث إلى هذا المكان ، ونقل أخته إلى قسم النساء ؛ لإصابتها بمثل إصابته ، ونقل أمهما إلى قبرها لوفاتها في الحادث نفسه ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .

( 19 ) ورأينا رجلين شيخين كبيرين ، كان شأنهما عجباً ، كان على سريرين متقاربين ، أما أحدهما فقد بصره ، وجلس على السرير يحرك جسمه ويديه ، وكأنه يقود سيارة ، فلما سلمت عليه وصافحته ، أمسك يدي بكلتا يديه ، بطريقة غريبة ، ثم قال : ( عندك شيٍ من شِيني ) ؟! ، فقلت له : وش هو شِينك ؟ فأدخل أصبعه في فمه ومصه ، يشير إلى رغبته بالدخان ! فخرجنا منه ونحن نتفكر في أن من شبَّ على شيء شاب عليه ، إذ أخبرنا الأخصائي في المستشفى أن هذا الرجل الكبير كان سائقاً في أول حياته ، وكانت السيجارة لا تكاد تفارق فمه !

( 20 ) وأما الرجل الكبير الآخر فكنا نسمعه يؤذن ثم يقيم الصلاة بأعلى صوته ، وأخبرنا الأخصائي أن هذا الرجل كان مؤذناً أول عمره ، وأنه على هذه الحالة في فراشه بين وقت وآخر يؤذن ويقيم ؛ لاعتياده ذلك فترة من عمره !
( 21 ) ورأينا شيخاً في الستين من عمره يتكلم معك ويحدثك ، بل ربما آنسك وأضحكك ، غير أننا سألناه عن أولاده فقال بعبارته : ( الله يلعنهم ) فقلنا : يا عم ، قل : الله يهديهم ، فقال : ( الله لا يهديهم ، الله يلعنهم ، من يوم دخلت المستشفى ما زاروني ، ما فيهم خير ، يسكنون في الرياض ، والخرج ، ولا يزوروني، الله يلعنهم ) وهكذا يختم باللعن كما بدأ به ، وذلك من مرارة العقوق التي ذاقها ، وألم الحرمان الذي يقاسيه ، مع شلله وعدم قدرته على خدمة نفسه ، فنعوذ بالله من العقوق ، وغضب الوالدين .

أيها الأخ الكريم ، هذا بعضٌ مما رأينا في ( مستشفى النقاهة ) الموجود في جنوب الرياض ، وما خفي كان أعظم ، وما تفرق في الأماكن الأخرى والمدن العديدة فهو أكثر .
وينبغي ألا يغيب عن بالك بعض الدروس المستفادة من رؤية وسماع هذه القصص ، فمن الدروس :

1- أن نكثر من حمد الله – تعالى – وشكره على النعم العظيمة التي نرفل بها صباحاً ومساء ً .
2- ومنها ألا نحزن عند نزول مصيبة بحصول مكروه أو زوال محبوب ؛ لأن من نظر مثل هذه المصائب هانت عليه مصيبته .
3- ومنها أن نبادر بالأعمال الصالحة ما دمنا في صحة وعافية ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اغتنم خمساً قبل خمس " وذكر منها - صلى الله عليه وسلم- : " وصحتك قبل سقمك " رواه الترمذي والحاكم والبيهقي وصححه الألباني ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : " إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً " رواه البخاري .
4- ومنها أن ندعو لإخواننا المرضى والمبتلين بالمعافاة والأجر ، فالدعاء بظهر الغيب مستجاب .
5- ومنها أن نتخذ الأسباب التي هي من قدر الله ، كعدم التهور في السيارات وعدم السماح للسفهاء وصغار السن أن يؤذوا عباد الله بسيارات ربما أنهم لم يدفعوا فيها مالاً قليلاً ولا كثيراً ، ولم يفكروا بما تجنيه عليهم من أضرار وأخطار ، والعتب كل العتب على أولياء أمور هؤلاء السفهاء.
6- ومنها الحرص على عدم الوقوع في غضب الله – تعالى – وانتقامه ؛ وذلك ببر الوالدين وعدم عقوقهما ، فيا بؤس من لعنه والده ، أو غضب عليه .
7- ومنها ألا نبارز الله – تعالى – بالمعاصي ، فخير الله إلينا نازل ، وشرنا إليه صاعد ، يتحبب إلينا بالنعم ، ونتبغض إليه بالذنوب ، يا أخي العاصي – وكلنا كذلك – ألا تخاف أن يسلبك الله نعمة البصر التي طالما عصيت الله – تعالى – بها بمشاهدة المحرمات ؟ ألا تحذر أن يصمك الله – تعالى – فتفقد السمع ، وأنت لم تترك محرماً إلا استمعت إليه ، ألا تخشى أن تُخدم كما يُخدم الطفل بقيةَ عمرك ؟ احذر فإن الله – سبحانه- سريع الانتقام ، ذو البطش الشديد .
8- وأخيراً فمن الدروس الإلحاح بدعاء الله – تعالى – أن يمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ما أبقانا ، والدعاء بألا نُرد إلى أرذل العمر .

والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .




إن فقْدَكَ مُرٌّ


بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ فَقْدَكَ مُرٌّ


أبيات رثاء في خالي ووالدي الشيخ عبد الله بن نافع بن فضلية رحمه الله رحمة واسعة الذي وافاه الأجل المقدّر المحتوم فجر الإثنين 27 / 10 / 1429هـ بعد الابتلاء الشديد بالمرض الذي عسى أن يكون لدرجة ادخرها الله له في الجنة ، وفي الحديث عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - " لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وجسده وأهله وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ":

وقفنا حَيارى على قبرِ خالي
وعزّى الجميعُ الجميعَ وأنّا

ولستُ أيا خالُ أحصي أناساً
يوارونَك التُرْبَ بِنتُم وبِنّا

وباسم إلهي نُهيلُ تراباً
على قبرِ خاليَ والقلبُ حَنّا

نُهيلُ الترابَ مَزيجاً بدمْعٍ
ونطلبُ ربّي ثباتاً ومَنّا

على ذلك القبرِ قمْنا مَليّا
لِنُزجي الدعاءَ أيا خالُ قمْنا

سألتُ إلهي لكُمْ دارَ خُلْدٍ
نعيماً مقيماً وفوزاً وأمْنا

رحلتَ وأنتَ بقلبيَ باقٍ
وكمْ ذكرياتٍ بقلبي المُعنّى

ففي (شارعِ الرِّيلِ) أبصرتُ خالي
وحيثُ البساطة كانتْ وكُنّا

و(بيتُ المربّعِ) كانَ اجتماعاً
وفي الأربعاءِ نزورُ ونَهْنا

ترحِّبُ فينا كأنّا رجالٌ
وتسألنا عنْ أبينا وعنّا

ورغمَ الطفولةِ كُنا كباراً
تُجِلُّ الصغيرَ بلفظٍ ومَعنَى

رحلتَ وخلَّفتَ خيرَ عَزاءٍ
بأبناءِ بِرٍّ يزيدونَ يُمْنا

بنوكَ أيا خالُ يبقون ذكراً
مكانك يبقى لضيفِك سُكْنا

بناتُك سَبْعٌ ستبقى لديهم
دعاءً وذِكْراً إذا الليلُ جَنّا

ويبذلنَ مِنْ صالحاتِ الفِعالِ
تُغشّيكَ بِرّاً وتَغدو مِجَنّا

وأصهارُكَ الغُرُّ خيرُ رجال
بنوهم سيُبقونَ ذِكْرَك زَيْنا

(أبو فهدَ) فيهم يُعادلُ ألفاً
ومِنْ غَيرِ نَقصِ البقيّةِ وَزْنا

بكاك أيا خالُ كلُّ قريبٍ
رأى منكَ وُدّا و حاشاكَ مَنّا

نعاكَ الأميرُ رثاكَ الكبيرُ
بكاكَ المحبُّ وقدْ زادَ وَهْنَا

أبا خالدٍ إنّ فقدَك مُرّ
عشية غُيِّبتَ في اللحدِ عنّا


ابن أختك الداعي لكم بالرحمة


د / إبراهيم بن عبد الله الغانم السماعيل


الثلاثاء 28 / 10 / 1429هـ














ليلة وفاء




بسم الله الرحمن الرحيم


ليلة وفاء


في ليلة من ليالي الوفاء غير المستغرب على هذه البلاد وأبنائها الأوفياء كانت معاني الوفاء قد تجلت في أبهى صورها ، ذلك عندما احتشد المئات من الحضور تكريماً لمعالي الدكتور ( غازي القصيبي) شفاه الله ، لا أظنني مبالغاً إذا قلت إن الحاضرين والحاضرات قد عاشوا جميعاً ساعات وفاء صادقة ، وأوقات صفاء إيمانية ، رائعة بحجم روعة المحتفى به تلك الليلة .
كنتُ مشدوداً إلى سعادة المحاضر الأستاذ ( خالد المالك ) ، الذي أسرنا بأسلوبه السلس ، وجذبنا بنبرته الهادئة ، وصوته المتدفق الأخاذ ، كنت أتساءل قبل بدء المحاضرة وماذا عسى المحاضر أن يأتي بجديد عن هذا العلم المحتفى به ؟ فإن شهرة ( القصيبي ) كادت توحي إلي ألا مزيد في الحديث عنه ! إلا أن سعادة الأستاذ ( خالد المالك ) قد وُفق بالإتيان بمعلومات لم تكن – في غالبها – مما دُوِّن في الكتب ، مما جعل تلقي المعلومة أوقع في النفوس .
أسجِّل إعجابي الكبير للأستاذ الكبير الأديب ( حمد القاضي ) الذي تكاد عيناه تتحدثان قبل لسانه ، كان بنبرته الصادقة في الحديث عن معالي الدكتور ( القصيبي ) يخاطب القلوب قبل العقول ، كان يرسل بصوته الأسيف رسائل الوفاء بأحلى حُلّة ، كنت ألمس فيه الإنسان الأديب الذي حرص على التعايش في تلك الأمسية بما تستحقه من بهاء وخشوع ووفاء.
أعجبتني كثير من ( مداخلات ) أصدقاء ومحبي معالي الدكتور ( غازي ) شعرها ونثرها ، إلا أنني كغيري من الحضور والحاضرات – فيما أظن – قد أنصتنا معجبين ، وتبسمنا مسرورين ، وكبّرنا متأثرين ، وصفقنا صادقين لأسلوب الأديب الكبير سعادة الأستاذ الدكتور ( عبد الله العثيمين ) ! فقد كان بحق ذا أسلوب سهل ممتنع ، جد ومزاح ، ارتقى نثره حتى خلته شعراً ، وسهل شعره حتى بدا نثراً راقياً ، وكذا يكون الكبار الواثقون !
ولم تكن الأجواء بعد المحاضرة والمداخلات بأقل روعة عنها حين المحاضرة ، فقد كان التواصل بين الحضور ، وتقدير الشباب للكبار أمراً واضحاً بجلاء ، وإنني لأشكر – على وجه الخصوص – تواضع سعادة الأستاذ ( خالد المالك ) على ما دار بيني وبينه من أحاديث تدخل في باب الوفاء – خاصة ما كان من موفقه الوفية الرضية مع والدتي رحمها الله –
شكراً ختامياً لحضرة أخي وزميلي الحبيب الأديب الأريب ( عبد الله الوشمي ) رئيس نادي الرياض الأدبي على إظهار هذه التظاهرة الثقافية بما خرجت عليه ، وشكراً له على تشريفي بالدعوة لحضور ليلة وفاء عسى أن تُشفع هذه الليلة بأخت قادمة ويكون فارسها معالي الدكتور ( غازي بن عبد الرحمن القصيبي ) حاضراً بشخصه وفكره وإبداعه سليماً معافى .


د/ إبراهيم بن عبد الله السماعيل


10 / 3 / 1431هـ

يا مرحبًا بمحمد ابن الهاشمي


بسم الله الرحمن الرحيم
يا مرحبًا بمحمّدِ ابنِ الهاشمي

بدعوة مشكورة في دارة معمورة من

فضيلة الأستاذ الدكتور / عبد العزيز بن إبراهيم العسكر الذي قام بواجب الضيافة

لسعادة الدكتور/ محمد الهاشمي رئيس قناة (المستقلة) ،

كانت هذه القصيدة ، فإلى فضيلة المحتفي وسعادة المحتفى به أهدي هذه الأبيات مع التحية لهما وللحضور الكريم:


أهلا وسهلاً في ضيافةِ غانمِ
يا مَرحبًا بـ(محمدِ ابنِ الهاشمِي)

الدّارُ دارُكَ ههنا دِرعيَّةٌ
بيتٌ لكلِّ كريمةٍ و أكارِمِ

هذا ( ابنُ عسْكَرَ ) أوقِدتْ نِيرانُهُ
يرنو إليها كلُّ طرفٍ هائمِ

يا مرحبًا بـ(الهاشميّ مُحمّدٍ)
في موطنٍ ضمَّ النبيَّ الهاشمي

يا مرحبًا في موطنِ المجدِ الذي
قدْ عانقَ الخضراءَ غيرَ مزاحَمِ

الوحيُ فاضَ على البَسيطةِ ههنا
والنُّورُ جلّى كلَّ ركنٍ قاتمِ

ومضى بنوهُ يبشِّرونَ بِعَدلِهِ
ويعلِّمونَ الكونَ شِرْعَةَ راحِمِ

حَمَلوا الهُدى رَغمَ المشقةِ والنّوى
يُرسُونَ للإعلامِ بِيضَ معالمِ

القولُ عَدْلٌ والتوحُّدُ سُنَّةٌ
والفُرْقَةُ السّوداءُ شَرُّ مغارِمِ

واليومَ يسألُنا الفضاءُ عن الذي
قدْ حالَ في الإعلامِ : هل مِنْ عالِمِ ؟!

أقمارُنا قد ضايقتْهُ تعدُّدًا
والبثُّ يَهْمِي مثلَ وبْلِ غمائمِ

شاشاتُنا تبدو كَثَوبِ مُرَقِّعٍ
أنَّى تَبينُ بها خطوطُ الرّاسِمِ

أو منبَعٍ قدْ لُوِّثتْ أطرافُهُ
فَمَكارِمٌ دَلوٌ ودَلْوُ مآثِمِ

ما بينَ نَغْمَةٍ ذاتِ دَلٍّ ههنا
أو بينَ وَعظٍ عندَ أهلِ عَمائمِ

ومثقَّفٍ مَلأَ الفضاءَ صُراخُهُ
آذى المُذيعَ بصوتِهِ المتعاظِمِ

حَسِبَ الحِوارَ تغالُبًا وتصادُمًا
والصوتُ يعلو عندَ ضَعْفِ عزائمِ

فِتنٌ ، سألتُ الله يَدحَرُ شرَّها
لِيردَّهَا عنْ غيِّها المتلاطِمِ

فِتنٌ ، بِحمدِ اللهِ طهَّرَ أرضَنا
منها ومنْ أوضارِ سوءِ مراغمِ

أوَ ليسَ للإعلامِ عقلٌ راجِحٌ
ينفي الزيوفَ يصُدُّ سيلَ مَزاعِمِ

عقلٌ يُجمِّعُ شمْلَ أمَتِنا التي
أضْحَتْ يمزِّقُها تَعصُّبُ غاشِمِ

أوَ ليسَ للإعلامِ ميثاقٌ بِهِ
يسمو ويرفَعُ شأنَنا في العالَمِ

ويظلُّ يسألني الفضاءُ عن الذي
يجري فأصمُتُ رَغمَ لومِ اللائمِ

ويظلُّ يسألني الفضاءُ مُردِّدًا
فأحيلُ أسئلتي إلى ابنِ الهاشمي


د / إبراهيم بن عبد الله السماعيل
ias1429@gmail.com
25 / 3 / 1431هـ

أميرها أحمد شبيه والدِه


أميرها أحمد شَبيهُ والدِه

صاحب السمو الأمير / أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن آل السعود
محافظ محافظة الدرعية - حفظه الله تعالى –
أمير له مكانة خاصة في قلوب من يعرفه ، فابتسامته الصادقة ، وتواضعه الجم ، وتقديره للرجال ، وكرمه الفياض ، وغيرها الكثير من صفات الخير ، كلها كفيلة بأن تفرض احترامه على الآخرين ، إضافة إلى إتقانه العمل ، وما الدرعية وتطورها إلا خير شاهد على ذلك ، وبمناسبة زيارة أعضاء مجلس إدارة جمعية ( تبيان ) الجمعية العلمية السعودية لقرآن الكريم وعلومه لسموه ، بهذه المناسبة كانت هذه الأبيات


ما أحسنَ الجَمْعَ والمَعْنِيُّ قرآنُ
ما أسعدَ الوفدَ في دارٍ لها شانُ

دِرْعِيَّةٌ يا بلاداً طِبتِ مِنْ قِدَمٍ
وطابَ سكانُها أمْنٌ وإيمانُ

فيها(السّعودُ)ومَنْ مِثلُ(السّعودِ) سَنَا؟
تاريخُهم : سُنَّةُ تُرعى وقرآنُ

مِنْ يومِ شَعَّ الإمامانِ اللذانِ هما
في نصرةِ الدينِ والتوحيدِ صِنوانُ

حتى توالى ملوكٌ في عهودِهمُ
والخيرُ يَغْمُرُهمْ يحميهِ رحمنُ

واليومَ فَخْرٌ لنا في أرضِ مَكْرُمَةٍ
أنَّ الأميرَ بِهِ تشتدُّ أركانُ

أميرُها اليومَ فيهِ الكلُّ مغتَبطٌ
يا عاليَ الذِكْرِ للعلياءِ رُبَّانُ

أميرُها (أحْمَدُ) يا رمْزَ مفخَرَةٍ
أميرَنا كَمْ لكمْ قَدْرٌ وميزانُ

أميرُها (أحْمَدُ) في الحقِّ معتَمَدُ
مَعروفهُ سابقٌ فضلٌ وإحسانُ

أميرُها (أحْمَدُ) في الفِكْرِ مُبْدعُها
يشدو بِرَوعَتِهِ سَهْلٌ وَوِديانُ

أميرُها (أحْمَدُ) شبيهُ والِدِهِ
في نُصْرَةِ العلمِ إصرارٌ وأشجانُ

(مُهَنْدِسٌ) كَمْ أجَدْتمْ في محافَظَةٍ
ساحاتُها آية فنٌ وإتقانُ

دِرْعِيَّة ليسَ فيها ما يُلوِّثها
أجواءَها مِنْ سُمومِ التِبْغِ قدْ صانوا

ومدخَلٌ تعلو فيهِ راية شَرُفَتْ
بالسيفِ والدينِ كمْ تَعتزُّ أوطانُ

دِرْعِيَّةٌ وحضاراتُ بها وُرِثَتْ
طَوَّرْتَها (أحْمَدُ) ، والعلمُ سُلطانُ

دِرْعِيَّةٌ سطَّرَتْ للمجدِ أحْرُفَها
وأنتَ يا (أحمدُ) للمَجْدِ عُنوانُ

ومِسكُ خاتمتي تَرْدِدي مُفْتَخِراً :
شكراً أميري تزفُّ الشكرَ (تبيانُ)

د/ إبراهيم بن عبد الله السماعيل
عضو جمعية تبيان
20 / 1 / 1431هـ

اقرأ


(اقرأْ)


القرآنُ الكريمُ ، أجدرُ ما تُقضى معه الأوقات ، وتُنْشَدُ في الحديثِ عنه الأبياتِ ، الكتاب العزيز ذلك المنبع الذي لا ينضب ، والمعين الصافي الذي لا يكَدَّر ، فيه الهداية والنور ، وهو الأنيس ، ونعم الجليس ، أبيات بمناسبة تدشين اسم ( تبيان ) على الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه في رحاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

ضحى الأحد 6 / 11/ 1430هـ


(اقرأْ) بِها بُدِىءَ الكتابُ المُنْزَلُ
(اقرأْ) فَوَجْهُ الكونِ ثَمةَ أجْمَلُ

(اقرأْ) ويَنْدَاحُ الضياءُ مُجَلِّياً
والرَّوْحُ والمَلَكُ الكرامُ المَحْفَلُ

(اقرأْ) وغارٌ مُفْرَدٌ في قُنَّةٍ
(اقرأْ) فَثَمَّ محمَّدٌ يَتَبتّلُ

للهِ مَنْ قدْ غَطَّهُ في رَهْبَةٍ
فَمُدَثِّرٌ مِنْ هَوْلِهِ ومُزَمِّلُ

ضَجّتْ بِهِ أرجاءُ مكةَ إذ أتى
الآيُ تَتَرى والكتابُ يُرَتَّلُ

وتوالتْ الآيُ العِظامُ فرائداً
عِقْدٌ على جِيدِ البيانِ يُجَمِّلُ

في كلِّ حَرْفٍ نَفْحَةٌ قُدْسِيَّةٌ
تُهْدِي البصيرةَ للعيونِ وتَكْحَلُ

في كلِّ حَرْفٍ مَشْرَعٌ للرّيِّ لا
يُكْدِي على طُولِ المَدى أو يَبْخَلُ

يا قلبُ هذا الوحيُ قدْ فُتِحَتْ لهُ
حُجُبُ السّماءِ مُنَجَّماً يَتَنزَّلُ

يا قلبُ هذا الذِكْرُ قَدْ خَشَعَتْ لهُ
الصُمُّ الصِّلابُ فَقَلْبُها يتزلْزَلُ

هذا هُوَ القرآنُ ينْبُوعُ الصَّفا
فانْهَلْ فَدونَكَ يا فؤادُ المَنْهَلُ

إنْ حلَّ يوماً في البريّةِ حادثٌ
"يُجْلى بِهِ ، وبِهِ يُحَلُّ المُشْكِلُ"

الذِكْرُ في صَفَحاتِهِ نورُ الهدى
فَسَبيلُهُ للمَكْرُماتِ المُوصِلُ

هو نورُ هذا الكونِ في ظُلُماتِهِ
كيفَ اهتداءٌ لو يَغيبُ المِشْعَلُ ؟!

هذا كِتابُ اللهِ ، " هل مِنْ داخلٍ ؟
طوبى لِمَنْ يبغي الفلاحَ فَيَدْخُلُ "


د / إبراهيم بن عبد الله السماعيل
عضو ( تبيان )
الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه

6/ 11 / 1430 هـ

سمعًا أبا متعب


بسم الله الرحمن الرحيم


سمْعاً ( أبا متعبٍ)

أتشرف بإهداء هذه الأبيات مع خالص التحية لـمقام سيدي
خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ العزيزِ آل سّعودِ
– حفظه الله تعالى –
مع الدعاء لجنودنا المخلصين بالنصر والتمكين
ولبلادنا الحبيبة بالحفظ والتأييد


يا خادمَ الدِّين والبيتين ذا شَرَفٌ
أنّى يقارِبُهُ مجدٌ ولا جاهُ

يا خادمَ الدِّين والبيتين ، آلَمنا
أفعالُ حوثيّةٍ ، والحافظُ اللهُ

أنتَ المَليكُ الذي يرعى رعيتَهُ
أنزلتُمُ شعبَكمْ في القلبِ سُكناهُ

أعباءُ مملكةٍ جلَّتْ وقدْ كثرتْ
يا ربِّ فارزقهُ في الدارينِ عُلياهُ

فَخْرَ ( السّعودِ ) رعاكَ اللهُ مِنْ مَلِكٍ
سَلِمْتَ في مَرْبَعٍ للخيرِ مغناهُ

أنَلْتَنا يا حبيبَ الشّعبِ مَفْخَرةً
أنالَكَ اللهُ ما قدْ كنتَ تهواهُ

سمْعاً ( أبا متعبٍ) فَسِرْ بِنا قُدُماً
الموتُ في اللهِ فْضَلٌ كمْ رجوناهُ

القومُ قومُكَ إنْ تجمعُهمُ اجتمعوا
رهنَ الإشارةِ فيما يأمرُ اللهُ

لا أوحشَ اللهُ بيتاً باتَ يَعْمُرُهُ
ولا رأتْ منْ كريهِ الأمرِ عَيْنَاهُ

حُماة مكةَ أيُّ الفخرِ يَعدلهُ
كلُّ المناصبِ لا تسمو لمَرْقاهُ

اللهُ سَخَّرهُ للدينِ ينصُرُهُ
قدْ اشتَهتْ سائرُ البُلْدانِ مَسْعَاهُ

يا وارثينَ ( أباكمْ ) نَهْجَ سيرتِهِ
في خِدمةِ الدّين أنصارٌ وأشباهُ

( عبدُ العزيز ) الذي أرسى دعائمَهُ
توحيدُ ربِّي وعَدْلُ الشّرعِ مَبْنَاهُ

يا بلدةً قدْ حماها اللهُ منْ فتنٍ
وأنعُمُ اللهِ تَتْرى في بَرَاياهُ

جندٌ سندحرُ مَنْ جاؤوا بِبَغْيهُمُ
والبغيُ تلحقُ بالباغينَ عُقباهُ

جندٌ ندافعُ عن أرض بأنفُسِنا
الروحَ نُرخِصُها والدِّينَ نرعاهُ

يا جندَ مملكةٍ بالحقِّ قدْ شرُفوا
يرجونَ ربَّهمُ أزكى عطاياهُ

حُرَّاسَ موطنِنا يا أسُدَ مَمْلكتي
اللهُ مقصدُكمْ ترجونَ رُحْمَاهُ

فَمَوطني آمِرٌ والكلُّ ممتثلٌ
إنْ يدعُ قائدُنا طوعاً أجبناهُ

الجُهدَ قدْ بذلوا ، والفكرُ معتدلٌ
ما ضرَّهمْ مَنْ بذيءَ القولِ قدْ فاهوا

بِكِ افتخرنا بلادي وافتخرتِ بنا
دأبَ الممكنِ يمناهُ بِيُسراهُ

عمَّ الأمانُ بفضلِ اللهِ مملكة
فيها ( السّعودُ ) لنا لفظٌ ومعناهُ

جهودُ مملكتي شَعَّتْ لذي بَصَرٍ
مَنْ كانَ ينكرُها تخطيهِ عيناهُ

لموطني في قلوبِ الشّعبِ منزلةٌ
أبناؤكمْ جندُهُ واللهُ يرعاهُ

إنْ يدعُ موطنُهم لبَّوْهُ في هممٍ
والروحَ قدْ بذلوا إنْ بثَ شكواهُ

لموطني وِحدةٌ في الدِّينِ قدْ جمعتْ
ضدَّ المحاربِ أقصاهُ وأدناهُ

أرجاءُ مملكتي كالعقدِ منتظمٌ
أقصى الجنوبِ معَ ( الصمّانِ ) أشباهُ

( جازاننا ) إنْ تنادي مَنْ لنُصرتِها ؟
تُجيبُها ( مكةٌ ) : لبيكِ أختاهُ

حدودَنا ، إنْ أتاكِ البأسُ فاصطبري
العمرَ نبذلُهُ للحقِ سقناهُ

يومَ الكريهةِ نحنُ الجندُ في وطنٍ
نصدُّ عنهُ العِدا نجتزُّ ممشاهُ

رجالُ أمنٍ لنا بالحقِ قد نهضوا
مَنْ مسَّ مَوْطنَهم قدْ خَابَ مسعاهُ

لهمْ مِنْ الشعبِ صدقُ الحُبِّ يُعلنُهُ
في القلبِ منبعُهُ فاسألْ سويدَاهُ

شُوِّهتَ أُحْرِقتَ يا مَنْ رامَ فُرْقَتَنا
وأهلُ مملكتي واللهِ ما شاهوا

إنْ عاثَ جاهلُهمْ يبغي تشتُّتنا
فالخزيُ موعدُهُ والعارُ يلقاهُ

( حُوثيَّة ) لا رعاها الله ، شِرْذِمَة
البغيُ قائدهُمْ عنْ منهجٍ تاهوا

( حُوثيَّةٌ ) يا وقانا اللهُ شرَّهمُ
الحِقْدُ في دَمِهمْ مَجْراهُ مَجْراهُ

لكلِّ أمرٍ رجالٌ يَصْلُحونَ لهُ
أبْنَا ( أبي متعبٍ ) يرعاكمُ اللهُ


د / إبراهيم بن عبد الله السماعيل

20 / 11 / 1430هـ

أنايف يا حزمًأ


( أنايفُ ) يا حَزْماً


صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز
النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظه الله ورعاه
عَلَمٌ تعددت مآثرُه ، وتنوعت فضائله ، رجلٌ تشهدُ له مواقفه ،
ومن آخرها حديثه الصريح في موقفه الشخصي المتمثل في موقف دولتنا المباركة من ( هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )
فإلى سموكم الكريم أهدي هذه الأبيات مع خالص التقدير والاحترام


أنايفُ ) يا حَزْماً وعَزْماً وقوَّةً
وَلِيناً بلا ضَعْفٍ أيا حِلمُ يا صَبْرُ

أميرٌ لهُ أمْرٌ ونهيٌ ونظْرَةٌ
بِحِكْمَتِهِ الكبرى لَكُمْ يُدْحَرُ الشَرُّ

بَلَغْتَ مِن العلياءِ شأناً ورِفْعَةً
" ومَنْ يَخْطُب الحَسْناءَ لمْ يَغْلُهِ المَهْرُ "

أيا رجُلَ الأمْنِ الذي لِبلادِهِ
يجاهِدُ أعداءً ولو فَدَحَ الأمْرُ

أيا رجُلَ الأمْنِ الذي عَزَماتُهُ
تسامَتْ سُمُوَّاً ليسَ يُدْرِكُهُ الشِّعْرُ

حَفِظْتَ بِحِفْظِ اللهِ أمْنَ بلادِنا
نُسافِرُ في بِيدٍ وما أسْفَرَ الفَجْرُ

وسُنَّةَ خيرِ الخَلْقِ أعْلَيتَ شأنَها
رِعاياتُكمْ تترى وغاياتُكَ الأجْرُ

ويَشْهَدُ حَجُّ البيتِ جُهْدَ سُمُوِّكُمْ
مشاعِرُ يومِ الجَمْعِ يَعْقُبُهُ النَّحْرُ

وَغِرْتمُ على دِينِ الإلهِ ، فَصُنْتُمُ
مقاماً ( لِهَيئاتٍ ) بها يُحْفَظُ الخَيرُ

فها أنتَ يا فَخْرَ البلادِ تقولُها :
بقاؤكِ يا ( هيئاتُ ) للمَوْطِنِ الفَخْرُ

تقولُ وأنتَ اليومَ ربَّانُ أمْنِنا :
بأمْرٍ بِمَعْروفٍ وأنْ يُنْكَرَ النُّكْرُ

تقولُ مقالَ الحَقِّ : صَمامُ أَمْنِنا
مقالاتُكُمْ قدْ زانَها الشَّرْعُ والفِكْرُ

حفيظٌ على الحُرُماتِ ، للهِ دَرُّكُمْ
بقاؤكِ يا ( هيئاتُ ) ما بَقِيَ الدّهْرُ

تقولُ مقالَ الصِّدقِ لا صِدْقَ مِثْلُهُ
إذا يُخْدَشُ التوحيدُ أنّى لنا العُذْرُ ؟

حَمَيْتُمْ حِمَى التّوحيدِ ، عَزَّ جَنابُهُ
فلا السِّحْرُ فتَّاكٌ ، ولا يُعْبَدُ القَبْرُ

إذا أبْحَرَتْ عَبْرَ الحياةِ مراكبٌ
وهَبَّتْ رِياحُ الشَّرِّ واضْطَرَبَ البَحْرُ

فَلَيسَ سوى رَبِّ البريَّةِ حافظٌ
و مَنْ يَحْفَظ المَولى فما مَسَّهُ الضُّرُّ


ابنكم المحبّ المخلص في حبكم والدعاء لكم
د / إبراهيم بن عبد الله الغانم السماعيل


28 / 6/ 1430هـ

2010/04/22

قبلة منك سيّدي


بسم الله الرحمن الرحيم


قُبْلَةٌ منكَ سيِّدي !



صورةٌ مشرقةٌ تعجز الكلمات عن التعبير عنها ، تلك الصورة التي قلّ أنْ تتكرر ، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله تعالى يقبّل رؤوس الجنود المصابين في حماية دينهم ووطنهم ، يقبّل رؤوس جنوده الجرحى ، وبكل تواضع وأبوّة ورحمة يُقْسِمُ أن يقبّل رأس من يمتنع احتراماً لسمو الأمير ! فإلى صاحب السمو الملكي أمير الإنسانية ، أهدي هذه الأبيات


قبْلَة منكَ أيّها الحرُّ تَبْقَى
تَأْسِرُ النّفْسَ تَمْلأ القلْبَ رِقّا

كلُّ جيلٍ إذا رواها رآها
كيفَ وَفَّى الأميرُ للجندِ حقّا

قَبِّل الرأسَ يا أميرُ لِتَرْقى
قِمَّةَ المجدِ في التواضعِ تَبْقى

قَبِّل الرأسَ كي تزيدَ عُلُوّاً
قَبِّل الرأسَ علَّ ذا الدمعَ يرْقا

قَبِّل الرأسَ شامخاً يا أميري
سوفَ تَبقى بكلِّ فَضلٍ أحَقّا

قَبِّل الرأسَ ، زِدْ لنا مِنْ دُروسٍ
في سُمُوِّ الأخلاقِ كَمْ تُتَلَقى

إيهِ أَقْسِمْ بأنْ تُقَبِّلَ رأساً
رأسَ حُرٍّ بهِ البلادُ تُوَقَّى

قُبْلَةٌ منكَ سيِّدي ودُعاءٌ
يقرأ الناسُ في ابتسامِكَ صِدْقا

قُبْلَةٌ في الجبينِ مِنهُ لِجندٍ
مَنْ أذاقَ العِدا لدى الحربِ سُحْقَا

قُبْلَةٌ منكَ سيِّدي علَّمتنا
كيفَ يبدو الأميرُ عَطْفاً ورِفْقا

قبْلَة منكَ في دُروبِ المعالي
حُزتَ فيها لدى المَكارمِ سَبْقا

قُبْلَةٌ منكَ ، بلْ رسائلُ شَتّى
فيكَ سِفْرُ الخلودِ أنْشَدَ عَبْقا

إيهِ ( سلطانُ ) والقصائد خَجْلى
كيفَ تقوى لدى فِعالِكَ نُطْقا ؟!

يا ( أبا خالدٍ ) سلمتَ أميراً
أُفْعِمَ القلبُ في فِراقِكَ حَرْقا

يا ( أبا خالدٍ ) فِداكَ قصيدي
جاءَ طَوْعاً يفيضُ حُبّاً وشَوقا


د / إبراهيم بن عبد الله السماعيل
ias1429@gmail.com

15 / 1 / 1431هـ

بسم الله الرحمن الرحيم


الأمير (نايف) وما خفي أكثر وأفضل


من منا لا يشعر بالغبطة والسرور وهو يرى أو يسمع بين حين وآخر ما يقوم به هذا الرجل الكبير من أعمال خيرية واسعة النطاق ، متعدية النفع ، عظيمة الثمرة ، شاملة في الهدَف والفئة المستهدَفة ؟
غير خافٍ أن أيادي صاحب السمو الملكي الأمير (نايف بن عبد العزيز آل سعود) - حفظه الله - أيادٍ واضحة لكل ذي عينين ، ولا ينكر فضله ومعروفه وإخلاصه في خدمة دينه ووطنه إلا مغالط يحاول – خاسرًا – حجب نور الشمس بغربالٍ بالٍ متهالكٍ !
إن صاحب السمو الملكي الأميرَ (نايفًا) – فيما تشهد به أعماله – رجلٌ شمولي النظرة ، متعدد المنافع، لا يقتصر نفعه على قطاع دون قطاع ، ولا ينحصر دعمه لمنشط في مجال دون المجالات الأخرى، فهو مع تسنمه قمة الهرم الأمني الداخلي في كونه (وزير الداخلية) وما أدراك ما الداخلية شؤونها وشجونها! والأمير (نايف) مع انشغاله بأعباء الحج كلّ عام ، ومع متابعاته الدقيقة لأمور جسام في هذا البلد مترامي الأطراف ، إلا أن ذلك كلَّه لم يشغله عن متابعة مسابقة (القرآن الكريم) هنا أو هناك ، وأعماله الجليلة تلك لم تزاحم متابعته السنوية (الشخصية) للمسابقة الرائدة المميزة (مسابقة الأمير نايف للسنة) التي غدت شامة في جبين هذا البلد المعطاء ، ونورًا لهذه الأمة المنافحة عن سنة نبيها - صلى الله عليه وسلم - وهذه المتابعات الحاثة الخُطى الواثقة الدروب لم تثنِ صاحبَ الهمة العالية الأميرَ (نايفًا) عن الذود عن صمام أمان الأمة عن (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ذلكم الجهاز الذي كان ولا زال يلقى عناية ملوك هذه البلد المباركين من لدن المؤسس الملك (عبد العزيز) – طيب الله ثراه – ومن سار على نهجه من أبنائه الملوك – رحمهم الله أجمعين – إلى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك (عبد الله) – حفظه الله تعالى - ومواقف سمو الأمير (نايف) في نصرة هذا الجهاز أكثر من أن تذكر .
إن جهود الأمير (نايف) جهود عملاقة من حقها أن تُفرَد لها الدراسات ، وتذاع للأجيال ، حتى يلمسوا ما عليه ولاة أمرهم من حرص أكيد على كلّ ما من شأنه أن يحفظ على الأمة دينها وأمنها !
أقول إن كثيرًا من هذه الجهود معلومة لكثير من أبناء جيلنا اليوم ، لكنني أحب الإشارة إلى موقف ربما لم يسمع به كثير من قراء هذه السطور ، أود أن أشير إلى موقف إسلامي إنساني رجولي من سمو الأمير (نايف) قبل ما يقارب (35) عامًا ! وتحديدًا عام (1397هـ / 1977م) ، حيث بذل سموه الكريم مكانته ووجاهته ومنزلته طالبًا من حكومة (كوريا الجنوبية) التعاون مع الاتحاد الإسلامي الكوري للسماح بإنشاء (جامعة) على نفقة حكومة المملكة العربية السعودية ، في عهد الملك الصالح (خالد) – رحمه الله – وهذا ما تم بفضل الله ، ومن ذلكم الحين والجامعة قائمة على سوقها تعجب الغيورين على مصالح هذا الدين.
ولنا أن نتصور مدى النفع الذي تحقق من إنشاء تلك (الجامعة) في ذلكم المكان خلال هذه العقود، فكم كان فيها من دروس ! وكم تلي فيها كتاب الله تعالى ! وكم تخرج فيها من حافظ لهذا الكتاب العزيز !
إننا - بحسن الظن بالله تعالى – لنرجو أن يكون أجر وذخر هذه المدرسة وما كان فيها من نفع كبير ، أن يكون ذلك كله في ميزان حسنات هذا الأمير المبارك (نايف بن عبد العزيز آل سعود ) حفظه الله تعالى ، كان ذلكم شيئًا من جهود هذا الأمير المبارك ، ولعل ما خفي من أعمال سمو الأمير أكثر وأفضل!
إن ما دفعني إلى شرف كتابة هذه المقالة هو إطلاع كثير من أبناء هذا الوطن على جهد عظيم لرجل من رجالات هذا البلد المخلصين ؛ ليعلموا علم اليقين ، وليترجموا هذا العلم إلى أرض الواقع فيعرفوا الحق الواجب لهذا الرجل الهُمَام ، الذي تراه حين تراه فترى (الأنموذج) الأمثل للغيور على دينه ، المحبِّ لوطنه ، الساعي على مصالح أبنائه ، وإنني إنما أكتب هذه المقالة ليزداد أبناء هذا الوطن لهذا الوطن محبة وانتماءً ، ولهذا الأمير إخلاصًا ودعاءً ، وبحفظ الله دمتم .

د / إبراهيم بن عبد الله السماعيل

ias1429@gmail.com

2010/04/08


بسم الله الرحمن الرحيم
[نشرت في جريدة الجزيرة يوم الخميس
23/4/1431هـ الموالفق8/3/2010م]
( شقراء ) بلدة طيبة ويوم السرور


بلدة طيبة ، وأهلها في سرور ، تلك هي ( شقراء ) يوم الخميس السادس عشر من هذا الشهر ربيع الآخر ، حيث توافد ضيوفها وأهلها من محبيها ومحبي أهلها ، توافدوا مع الصباح الباكر ، ليجتمع الجميع مسرورين مغتبطين باستقبال أحد أبناء ( شقراء ) البررة ، معالي الشيخ الدكتور / محمد بن عبد الكريم العيسى ( وزير العدل ) – حفظه الله تعالى - الذي رعى مناسبة شقراء السنوية ( جائزة الجميح لحفظ القرآن الكريم والتفوق العلمي ) تلك الجائزة التي تعكس اهتمام أسرة ( آل الجميح ) المباركة بالقرآن الكريم ، وبالعلم وأهله ، وذلك ليس مقصورًا على ( شقراء ) فحسب ، ففضل ( آل الجميح ) يعلمه من له أدنى متابعة لأعمال الخير في هذا البلد المبارك المعطاء ، لكنّ هذه الجائزة في عامها الثامن ذات بصمة خاصة ، وطابع مميز ، في الحراك العلمي في هذه المحافظة المباركة بأهلها ، والمتأمل في مشاهد الحفل المشار إليه يرى التفاف الناس بعضهم حول بعض ، فالكل في قاعة الاحتفال بين مسلِّم ومرحِّب، والكل هاش باش ، ترى أن كل أهل شقراء على قلب واحد في الترحيب بزوارها ، ومن أجمل الجميل في الموضوع ذاك التواضع الكبير من أرباب الجائزة ، وعلى رأسهم صاحبا السعادة الشيخ / محمد بن عبدالعزيز آل الجميح ، والشيخ / حمد بن عبد العزيز آل الجميح – حفظهما الله تعالى – حتى إنني لأقرأ البِشر في محياهما أثناء تكريم أبنائهم المتفوقين وحفظة القرآن الكريم ، أما راعي الحفل معالي ( وزير العدل) الشيخ الدكتور / محمد بن عبد الكريم العيسى فقد أعجبني وأظن الحضور يشاركونني الإعجاب بمعاليه ، في سمته ، وصمته ، وبيانه إبّان نطقه ، فقد كانت كلمته ( المرتجلة ) مثالاً على حسن بيانه ، وجميل عباراته ، وعمق مضمونه ، وسعة علمه ، وواسع إدراكه ، مع سلامة مما يكدر الأسماع من حيث الأخطاء النحوية ، فهو الوزير المثقف المتواضع ، ولا غرو فالشيء من معدنه لا يُستغرب ! فهو أحد أبناء شقراء البررة ، وهو ممن منَّ الله عليه بالعلم الشرعي ، الذي يهذب النفوس ، ويرقى بالهمم ، ويكمّل محاسن الأخلاق .
إن رعاية ( معالي الوزير ) لهذه المناسبة الكريمة تعكس اهتمام الحكومة الرشيدة بالأهالي في وطننا الغالي ، وتبين التحام القيادة بأمرائها ووزرائها بإخوانهم وشعبهم ، وكيف أن الجميع في مكانة واحدة ، وعلى مأدبة واحدة .
وأما دور إدارة التعليم في هذه المناسبة فهو الدور الرائد ، فلهم الشكر على العناية بالجائزة ، وعلى إخراج الحفل بهذه الصورة التي خرج فيها ، حفل سعيد في لباس قشيب، وإن المتابعة الدقيقة لسعادة مدير التعليم في محافظة ( شقراء ) الأستاذ / عبد العزيز المسند ( أمين الجائزة ) ، إن تلك المتابعة لدليل بين على مدى تجنيد إدارة التعليم العاملين فيها في إنجاح هذه المناسبة التي تعني بنجاحها نجاح المحافظة عامة .
وبما أن ( اللجنة المنظمة ) قد شرفتني أن أكون شاعر المناسبة هذا العام فإنني أشكر لهم هذا التكريم الذي وجدت نفسي فيه ، حيث إنني من محبي هذه المحافظة وممن المعجبين بكثير من أهلها وشهادتي فيهم مجروحة لأن المثل العامي لدينا يقول ( اليد مغراف القلب ) وأنا أضيف ( القلم مغراف القلب ) فقلمي وجد ريشته مسترسلة في الثناء على ( آل الجميح ) ، ومعالي الوزير ، وأهل ( شقراء ) الأوفياء :
نُورٌ تألَّقَ مِنْ ( شَقْراءَ ) قدْ سَطَعَا
( شَقْراءُ ) قدْ فَخَرَتْ أنْ حلَّ مَرْبَعَها
في مَحْفَلٍ زَادَهُ عِزّاً ومَفْخَرَةً
إيهَ ( ابنَ عِيسَى ) لَكُمْ في القلبِ مَنْزِلَةٌ
( وزيرُ عَدْلٍ ) لهُ فَضْلٌ ومَكْرُمَةٌ
( آلُ الجُميحِ ) بِهَذا اليومِ عادَتُهُمْ
اليومَ جائزَةُ القومِ الكِرامِ الأُلى
(آلُ الجُميحِ) وَمَنْ مِثْلُ (الجُميحِ) سَنَا؟!
في مَحْفَلٍ مِنْهُ وَهْجُ العِلْمِ قَدْ لَمَعا
قومٌ كِرامٌ بِهمْ ذا الفَخْرُ قدْ جُمِعا
أنَّ (الوَزيرَ) إلى أفْيائهِ انتَجَعَا
يا سَلَّمَ اللهُ هذا البَدْرَ إذْ سَطَعَا
رأيٌ حَصيفٌ وَصَوتٌ بِالهُدى صَدَعَا
إضْفاءُ جُودٍ بِهِ المِعْطَاءُ قَدْ طُبِعَا
قَدْ شَجَّعُوا العِلْمَ يَا لَلَفَضْلِ مَا صَنَعَا !
أفعالُهمْ شُهِدَتْ والقَولُ قَدْ سُمِعَا

و إلى الجميع وافر التقدير ، وبحفظ الله دمتم .

د / إبراهيم بن عبد الله السماعيل
ias1429@gmail.com

2010/04/07


بسم الله الرحمن الرحيم

( الجنادرية ) شكرٌ واقتراح

المتابع لفعاليات المهرجان الوطني في دورته الخامسة والعشرين يرى التميز الذي فيه ، وكيف كان ذلك المهرجان خلال نصف شهر متنفسًا لأبناء هذا الوطن من الرياض خاصة ومن بقية مناطق بلدنا الحبيب، بل إن بعض أبناء الخليج قد شاقهم ما شاقنا ، وأمتعهم ما أمتعنا في فقرات هذا المهرجان وفعالياته ، وما حواه من تراث محبّب إلى النفوس ، ومن تِذكار لأيام الصبا ، ومن استعادة لشريط الطفولة ، بما فيه من ملعوب ، ومأكول ، ومشروب ، ومركوب ، تلك الذكريات التي فيها ما فيها من مُتَع وأشجان ، وأفراح وربما دموع تذكار ، لا سيما لمن قد عاش تلك الأيام أو شيئًا منها مع من يحب ! ممن بقوا الآن في أغلى الذكريات ، وصادق الدعوات ، أما الجيل الحديث من أبناء هذا اليوم - فتية وفتيات - فإن ( الجنادرية ) تعني لهم أمورًا لا تقل أهمية عمن تقدمهم سنًّا ؛ لأن هذا المهرجان يربطهم بأمور كانوا يسمعون عنها ، وربما لم يشاهدوها من قبل ! وهاهم اليوم يرونه رأي العين ، يلامسون التراث ، ويتحدثون إلى كبار السنّ من مختلف مناطق المملكة ، ويعايشون تلك الحِرَف قارئين دلالتها من الإشارة إلى ما كان عليه الأجداد من شظف العيش وعيش الشظف ، ومن البساطة والتسامح ، ومن إيحاءات بيوت الطين ، وأنغام ( السواني ) ، والألعاب البسيطة في مبناها الكبيرة في إدخال السرور على أولاد تلك الأيام ! حيث لا ( بلاك بيري ) ولا هم بدونه يحزنون !
وإذا كان لي من شكرٍ فإنني أشكر جميع العاملين في إنجاح هذا المهرجان الوطني ، إلا أنني أحب أن أرسل ( أربع ) رسائل إلى من لفتوا نظري خلال زياراتي العديدة لمهرجان هذا العام :
أولى هذه الرسالة : إلى منسوبي ( جامعة الملك سعود ) وجهدهم الواضح في إعداد (المسجد التراثي ) الذي توسط المهرجان عند التقاء البوابات الرئيسة ، وما صاحب أنشطتهم من القيام بالواجب المناط بنا جميعًا ؛ من حسن استقبال ، وبشاشة وجه ، ورقيٍّ في التعامل مع شريحة مهمة من رواد المهرجان أعني الزائرين ( غير العرب ) ، وتعريفهم بأخلاق أبناء هذا الوطن المستقاة من تعاليم ديننا الإسلامي العالمي الخالد ، وكم كان لهذه الجامعة من جهد واضح مبارك مع هذه الفئة الزائرة من غير العرب بما فيهم (الجناح الفرنسي) الذين عبروا عن سرورهم بهذه اللفتة الطيبة ، مما يساعد في نشر ثقافة التسامح والمحبة التي هي من أسس ديننا الحنيف ، والتي طالما رفع لواءها مهندس المهرجان الأول خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله تعالى ، وإنني لأرى أن في مثل هذا التصرف الكريم لخير دعوة إلى الإسلام ممن هم في أمس الحاجة إلى معرفته ، المعرفة الحقة غير المشوبة بغلو الغالين المتطرفين ، ولا مشوّهة بتشويه بعض الصادين عن الدين بسوء أخلاقهم ، والمنهمكين في نسيان ثوابتهم أمام نزواتهم ! فلهذه الجامعة العريقة أجمل الشكر على هذه الجهود المباركة و(للدينمو) المتحرك ابن الجامعة المواطن المخلص الدكتور ( عبد العزيز بن محمد الحسن ) أصدق التقدير على تمثيل أخلاق هذا الوطن الرائدة ونقل صورة الإسلام النقل الصحيح بلسانه العربي و( الأعجمي ) المبين !
وثاني رسائلي الحاملة باقات الشكر موجّهة لرجال ( الحرس الوطني ) المثابرين على ما بذلوه إبّان أيام المهرجان من تواصل الجهود ، وتتابع المهام ، دون ملل أو كلل ، فإن أيّ زائر ( للجنادرية ) يرى يمينه ويساره من يقوم بخدمة الزوار من رجال ( الحرس الوطني ) ، والجميل في الموضوع أن المشاركات الميدانية لم تقتصر على الأفراد والجنود ، بل إن رجال الميدان هم من حملة الرُّتَب العالية ، وقد لفت انتباهي – وربما انتباه غيري – ما كان يقوم به سعادة المقدم ( عبد العزيز الشقحاء ) من متابعة دقيقة لبعض الأطفال التائهين ، ومن حرص أراه في محياه ، وتحدثنا به عيناه ؛ حيث يحرص شخصيًا على إيصال الطفل التائه بأهله ، وهو الذي دفعني للسلام عليه والسؤال عن اسمه ؛ لعدم معرفتي السابقة به - بل إنني إلى الساعة لا أعرف إلا اسمه ولا يعرف مني ولا اسمي – حيث قدمت له ولجميع العاملين معه الشكر ، فله مني ومن كل حريص على إنجاح مناسباتنا الوطنية كل الشكر ، وما سعادة المقدّم ( الشقحاء ) إلا رمز لبقية الرجال المخلصين ، لا حرمهم الله تعالى أجر جهدهم ، وثمرة إخلاصهم ، ولعل وجود أمثال هؤلاء الرجال هو السر – بعد توفيق الله تعالى – في الراحة والانسيابية والبعد عن أي معكّر أمني في تجمع كبير وجمهور غفير !
أما ثالث هذه الرسائل فهي موجّهة لأبناء الوطن المحتسبين ( أهل الحسبة ) الذين تميزوا في هذا المهرجان ببسمتهم الصادقة ، وحرصهم على المحافظة على انسيابية هذه المناسبة الغالية دون معكّرات ، وذلك بالنصح والإرشاد ، والتوجيه المصحوب بالكلمة الطيبة ، والدعوة الصادقة ، والهندام النظيف ، والحرص الأكيد على الاجتماع والائتلاف ، فجزاهم الله عنا وعن ولاة أمرنا ووطننا وعوائلنا خير الجزاء ، ومما أود ذكره هنا ما طُبعَ عليه بعض رجال الهيئة من حرص فطري على مصالح الناس بما فيهم الأطفال ، ذلك أننا كنا في ( جناح منطقة حائل ) وكان على يمين المصلّى وصالة العروض سور رفيع منحدر مما أغرى بعض الأطفال إلى تكرار صعوده والنزول منه دون صحبة أهلهم ، وحينها رأيتُ منظرًا إنسانيًا وطنيًا إسلاميًا لأحد العاملين في الهيئة ، ويظهر أنه ذو منزلة رفيعة ( استوحيت ذلك من جهاز اللاسكي الذي في يده ) وجدته وقد أرهق نفسه في متابعة هؤلاء ( الأطفال ) خشية أن يسقط أحدهم من الجهة الخلفية للسور ، أو يؤذي بعض الأطفال بعضًا ، وكأن هذا الرجل أبٌ لهؤلاء الأطفال جميعًا ! فسلّمت عليه شاكرًا وداعيًا له على حرصه وتشرفت بمعرفته ، فشكرًا لك أيها المخلص ( خالد اللزام ) على حبكم سلامة هؤلاء الأطفال، وشكرًا لكم معالي الرئيس العام لرئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، معالي الشيخ ( عبد العزيز الحميِّن) فبصماتكم في الرئاسة واضحة ، ورقيّكم بهذا الجهاز المهم أمر جليّ يراه كل ذي عينين .
وخاتمة رسائلي سأوجّهها لمن لن يقرأها ! ولا أظنه يعلم أنني كتبت له شكرًا ، أو أوردتُ فيه ذِكرًا ، أو حبّرت فيه صوتًا ! رسالتي هذه لإخواني ( عمّال النظافة ) ! فإنني تعجبت أيما عَجب من تراكض العمال على النظافة ، ومن حرصهم على أن تبدو (الجنادرية) أجمل ، وطرقاتها أنظف ! والعجيب هو الدأب والنشاط على مدار الساعة ، وهذا الذي جعلنا – نحن رواد المهرجان – لا نرى من المخلفات ولا معشار معشار ما يمكن تصوّره من مخلفات أعداد كبيرة كانت (الجنادرية) تستقبلهم كل يوم ، وإذا كان شكري هذا لن يصل إلى من باشر ذلك العمل الطيب ، فإني ( أجيّر) شكري إلى المسئولين عن هؤلاء العمال ، ذلك أن متابعتهم لهم سبب في عدم توانيهم عن القيام بما أوكل إليهم .
وقبل أن أضع القلم أحب أن أختم مقالتي هذه بعدة مقترحات لعلّ من شأنها أن تسهم في الارتقاء بهذه المناسبة الوطنية السعيدة في أعوامها القادمة ، ومنها :
1- أفضّل أن يوفر (سِوار) قابل لكتابة الاسم ورقم الجوال ، ليوضع في معصم (الطفل / الطفلة ) منذ دخوله مبنى القرية إلى خروجه منها ، بهدف الاتصال بأهله حال ضياعه عنهم ، والضياع أمر متوقع لا سيما في أيام نهاية الأسبوع ، ويمكن أن يستفاد في إعداد هذه ( الأسورة ) من المدن الترفيهية التي تتعامل مع الأطفال عن طريقها .
2- أقترح وضع أسهم ثابتة مميزة بألوان متغايرة تبتدىء من مدخل القرية بحيث تسير بالزائرين إلى الأجنحة بانسيابية ، لتضمن لهم الدوران الكامل أو شبه الكامل ، دون أن يكون الواحد – ولا سيما أوقات الذروة – كمن يدور في حلقة مفرغة ؛ يرى بعض الأجنحة عدة مرات ، في حين لا يتمكن من الوصول إلى كثير من الفعاليات ! ويمكن أن يكون لون هذه الأسهم الإرشادية بألوان تتفق وألوان المداخل ؛ بحيث يكون لكل مدخل لون واضح ، ويمكن أن يكون هذا اللون بارزًا في المدخل ( كالشعار له ) ، بحيث يعلم الزائرون أن اتباعهم هذا اللون كفيل أن يريهم القرية ، ويعود بهم إلى البوابة التي دخلوا منها.
3- ماذا لو توافرت (عربات خدمة) لنقل بضائع الزائرين ومقتنياتهم وهداياهم ، خاصة أن الأحمال قد تثقل في نهاية المطاف ، فلو وضعت عربات تأخذ (الأكياس) وتسلمها أصحابها عند البوابة لكان أفضل ، ويمكن لتنظيم هذه العملية أن يكون العامل الذي يستلم الأغراض من الزائر مميزًا برقم بيِّن على قميصه ، وذلك ضمانًا لعدم التلاعب بالأغراض ؛ لأن العامل إذا علم أنه مسئول عن محتويات هذه العربة فإن حرصه عليها سيزداد ، كما يحسن أن يكون هناك (كرت) من جزئين : أصل وكعب ، بحيث يتسنى لصاحب الأغراض استلام حاجاته من المسئول في البوابة بعد مطابقة رقم الأصل الموجود مع صاحب الأغراض برقم الكعب المرافق في مكان بارز مع العربة .
وفي الختام فما زال في الجعبة بعض الاقتراحات ، آثرت الإشارة إلى بعضها في هذه المقالة ؛ لأعود مختتمًا مقالتي بالذي افتتحتها به ، وبنيتها عليه وهو التقدم بالشكر لكل مخلص يحرص على هذا الوطن الغالي حتى يظهر لأهله والمقيمين فيه كما ينبغي أن يظهر به، وبحفظ الله دمتم.

د / إبراهيم بن عبد الله السماعيل

دارة الملك عبد العزيز
ias1429@gmail.com
22 / 4/1431 هـ